قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته في احتفال المولد النبوي، إن الاحتفال بالمولد النبوي هو احتفالٌ بالنبوَّة والوحي الإلهي وسفارة السماء إلى الأرض، والكمالِ الإنسانيِّ في أرفع درجاته وأعلى مَنازله، والعظمة في أرقى مظاهرها وتجلِّياتها، مضيفًا أنه -صلوات الله وسلامه عليه- لم يكن غليظ الطبع، ولا فاحشًا في قوله وعمله، ولا مُتفحشًا، ولا صَخَّابًا يرفعُ صوتَه في الطُّرقات والأسواق، ولم يكن يجزي السيئةَ بالسيئة، ولكنه كان يعفو ويصفح.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، أن مجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مجلس عِلْم وحياء وصبر وأمانة، يُوقَّر فيه الكبير، ويُرحم فيه الصغير، ويُقدَّم ذو الحاجة، ويحفظ حق الغريب.. وقد كساه الله لباسَ الجمال، وألقى عليه محبةً ومهابةً منه، موضحًا أن موقفه من الدنيا وزينتها وأموالها ومتاعها ملخص في جوامع كَلِمِه بقولِه -صلواتُ الله عليه -: «مالي وللدُّنيا، وما أنا والدنيا إلَّا كراكبٍ، استظَلَّ تحتَ شجرةٍ، ثم راح وتركَها».
وأوضح فضيلته أن الخروج من الأوضاع المعضلة التي يعانيها العالم لا يتحقق إلا بإحياء صحيح هذا الدِّين الحنيف، واتخاذه نبراسا في سلوكنا وتصرُّفاتنا، جنبًا إلى جنبِ التأسي بصاحب هذه الذكرى - صلوات الله عليه – وترسيخِ هديه في مناهج تعليمنا، والاعتزاز برسالته وسُنَّته، معربًا عن تهنئته للأمة العربيَّة والإسلاميَّة، بأصدق التهاني وأطيبها، في ذكرى مولد رسول الإنسانية، ورحمةِ الله للعالمين.
