في ندوة بجناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ..
عبد الرحيم مندي: دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجا عالميًّا رائدًا في التَّسامح والتَّعايش الإنساني
أكَّد الأستاذ عبد الرحيم مندي التميمي، عضو هيئة التدريس بجامعة محمد بن زايد للعلوم الانسانية، أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت تمثل نموذجًا عالميًّا رائدًا في التسامح والتعايش بما تحتضنه من أكثر من ٢٠٠ جنسية متنوعة فكريًّا ودينيًّا وثقافيًّا، وبما تبذله من جهودٍ لنشر قيم التسامح والتعايش في جميع ربوع العالم.
وقال التميمي، في ندوة بعنوان "التعايش السلمي" التي نظمها جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، إن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في التعايش السلمي باتت قصة تُروى في العالم كله لما يحتويه مجتمع الإمارات من مكونات وعناصر التنوع الحضاري والثقافي والاجتماعي؛ مشيرًا إلى أنها تجربة يجب أن تكتب بحروف من ذهب، ومن أجل ديمومة هذا التعايش ربطت الدولة كل هذا بالقوانين التي تلزم الجميع وتطبق على الجميع.
وأضاف عضو هيئة التدريس بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية أن التعايش السلمي هو سلوك إسلامي متأصل في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب نموذجًا راسخًا في تأسيس التعايش السلمي عندما قدم المدينة وكان مجتمعهم مكونًا من مزيج وخليط معقد، لكنه صلى الله عليه وسلم أسس مبدأ التعايش من خلال وثيقة المدينة فاستطاع أن يخلق مجتمعًا قويًّا متماسكًا.
وعن عناصر التعايش السلمي والتحديات التي تواجه المجتمعات أشار التميمي إلى مضمون مهم، وهو "التنافس بدون نزاع"، مشيرًا إلى أن له مدلولاتٍ في كل جوانب الحياة المجتمع والأسرة والاقتصاد، لافتًا إلى أنَّ التعايش لا يعني الاندماج بهوية الآخرين، فكل هوية لها خصوصياتها لكن لا بدَّ من التعارف عليها، موضحًا أن من مبادئ التعايش السلمي أيضًا احترام سيادة الدول وخصوصيات مجتمعها كافة، سواءٌ دينية أم ثقافية أم اجتماعية.
وعن التحديات التي تواجه التعايش السلمي أشار إلى الدور السلبي الذي تقوم به الأحزاب والتنظيمات بمختلف مسمياتها ومرجعياتها، وبخاصة التَّنظيمات المتطرفة، مشيرًا إلى أن الإعلام المضلل يعد أيضًا من أبرز التحديات التي تهدد التعايش السلمي، وهو ما يجب التصدي له من خلال تعزيز دوى الإعلام البناء، وتدريب الشباب والنشء على ضرورة التحلي بقيم الإخاء والتَّسامح والتعايش السلمي.
وينظم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ٢٠٢٣ عددًا من الندوات والفعاليات الثقافية التي تسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر قيم الحوار والتسامح وبناء جسور التواصل والتعايش الإنساني، انطلاقًا من رسالة المجلس برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الهادفة إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.