بيانات صحافية

بيانات صحافية أصدرها المجلس

Share
12/25/2019

شيخ الأزهر : احترسوا من أي فكر منحرف يسمح بالإساءة إلى المسيحيين أو تكفير المسلمين

أحمد الطيب : شاء الله أن يخلق الناس مختلفين في أديانهم وعقائدهم ولغاتهم والعلاقة بيننا وبين غيرنا هي علاقة التعارف والتعاون


أكد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب؛ شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين أن الله تعالى أنعم على الأمة الإسلامية بشريعة كريمة سمحة، سعد بها وبأحكامها المسلمون كل السعادة، وعاش في ظلها الوارف غيرهم من أهل الملل الأخرى آمنين مطمئنين.


ونبه الإمام الأكبر في رسالته لطلاب المعاهد الأزهرية بمناسبة صدور الطبعة الجديدة من كتاب الثقافة الإسلامية المقرر لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، والتي نشرتها صحيفة صوت الأزهر في عددها الجديد الذي خصصته للاحتفاء بمناسبة عيد الميلاد؛ إلى أنه على الرغم من سماحة هذا الدين، ويسر أحكامه، ورحابة استيعابه للمخالفين له، فإنه بمرور الزمن طرأت على الفكر الإسلامي أنماط شاذة من التفكير، غاب عن أصحابها حكمة الشريعة ومقاصدها العليا في التعامل مع أهل الأديان الأخرى، فانحرفت بالإسلام عن سماحته، وبالفكر الإسلامي عن وضوحه ونقائه، حتى رأينا ظواهر غير مألوفة ولا مقبولة في معاملة غير المسلمين.


واعتبر الإمام الطيب أن هذه المعاملات السيئة تسببت في حدوث فتن وانقسامات واضطرابات بين أبناء الوطن الواحد، حتى غدا أفراده فريقين متخاصمين غير مؤتلفين، علماً بأن المواطنة في الإسلام لا تفرق في الحقوق والواجبات بين الأديان المختلفة؛ فالكل يتمتعون بالحق نفسه في العيش في ظلال الوطن الذي هو حق للجميع، مشيراً إلى تطور الأمر بصدور فتاوى خاطئة ومغلوطة تمنع المسلم من أن يهنئ جاره أو صديقه المواطن المسيحي، وتحظر عليه أن يشاركه فرحه، أو يعزيه في مصابه، مؤكداً بشكل قاطع أن هذه الأمور تخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته الكرام في حسن معاملة غير المسلمين، وبرهم واحترامهم.


وتابع فضيلة الإمام قائلا: " نصيحتنا التي لا نمل من تكرارها على عقولكم قبل مسامعكم: أن تحترسوا أشد الاحتراس من أي فكر ضال منحرف يدعو إلى الإساءة إلى المسيحيين، أو إلى تكفير المسلمين، أو كراهية الوطن وقادته وجيشه وقوات أمنه.. فكل هذه الأفكار هي أفكار خارجة عن هدي الإسلام وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وأحكام شريعته التي أمرت المسلم بالإحسان إلى أخيه المسلم أياً كان مذهبه في الفقه أو العقيدة، كما أمرته بالبر والإحسان إلى غير المسلم، أياً كان دينه، وأياً كانت عقيدته " . وشدد الإمام الطيب قائلا: " اعلموا أننا لسنا وحدنا في هذا العالم، وأن العلاقة بيننا وبين غيرنا هي علاقة تعارف وتعاون، وليست أبداً علاقة صراع، أو حمل الناس على الإسلام بالقوة، أو الإساءة إلى أديانهم وعقائدهم؛ فالإنسان كما يقول الإمام علي كرم الله وجهه: "إما أخ لك  في الدين، وإما نظير لك في الخلق"، وكما تحب ألا يساء إليك، أو ينتقص من شأنك؛ فكذلك لا يجوز أن تسيء  للآخرين، أو تنتقص من شأنهم.

ذات صلة

بيانات صحافية

نشرتنا البريدية