أحمد بالهول الفلاسي: نفخر في دولة الإمارات بدورنا الرائد في دعم التربية الأخلاقية وتعزيزها
المشاركون في اجتماع روَّاد التعليم يشيدون ببرنامج زمالة التعليم الأخلاقي ويدعون إلى زيادة الاستثمار في النُّظم التَّعليمية والتركيز على غرس القيم الأخلاقية
اختُتمت اليوم في العاصمة الإماراتية أبوظبي فعاليات اجتماع روَّاد التعليم ضمن برنامج زمالة التعليم الأخلاقي، الذي عُقِدَ على مدار ثلاثة أيام، وشَهِدَ مشاركة واسعة من المسؤولين والشخصيات الدبلوماسيَّة والفكريَّة والثقافيَّة والدينيَّة والمعنيَّة بمجال التَّعليم، إلى جانب خبراء تعليم ومناهج تربوية، ومعلمين من مختلف أنحاء العالم، ومتخصصين وأكاديميين، ونظَّمه مجلس حكماء المسلمين واللجنة العليا للأخوة الإنسانية بالشراكة مع منظمة اليونسكو، ومنظمة أريغاتو الدولية، ومركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، ومؤسسة جيراند هيرميس للسلام.
وأكَّد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم في كلمته المسجلة خلال الجلسة الختامية، أهمية تبني نهج شامل ومتكامل في العمليَّة التعليميَّة يشجع الشباب على تبني القيم الإنسانية المشتركة، مشيرًا إلى دور التربية الأخلاقية في تشكيل شخصية الأجيال الجديدة؛ ليكونُوا قادرين على قيادة التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم وبما يعود بالخير على الإنسانية بأسرها.
وأضاف معاليه أنَّ دولة الإمارات تفخر بدورها الرائد في مجالات دعم التربية الأخلاقية وتعزيزها؛ من خلال ترسيخ ثقافة التنوع ضمن المنظومة التعليمية، وتضمين قيم المواطنة الإيجابية، والاستدامة الأخلاقية، وقبول الآخر، واحترام التنوع الثقافي، ضمن كافة المناهج الدراسية في الدولة، وإطلاق المبادرات والبرامج التي من شأنها تزويد الطلبة بالمعارف والمهارات الشخصية التي تعزز انتمائهم لمجتمعاتهم الوطنية وتنمي حسَّهم الإنساني والأخلاقي.
من جانبه، أوضح الدكتور جاستن ديفيس فالنتين، وزير التعليم في سيشيل، في كلمة مسجلة، أنَّ بلاده لديها اهتمامٌ كبيرٌ بالمشاركة في برنامج زمالة التعليم الأخلاقي الذي يتلاءم مع الإستراتيجية التَّعليمية في سيشل، الأمر الذي من شأنه أن يُسهِمَ في تحقيق نجاحات رائدة نتيجة تطبيق تعليم الأخلاقيات ضمن المناهج المدرسية، معلنًا عن تخصيص العام الدراسي 2024 ليكون عامًا لبناء بيئة تعليميَّة أكثر اتحادًا وسلامًا.
بدورهما، أشاد كلٌّ من الأمين العالم لمجلس حكماء المسلمين، سعادة المستشار محمد عبد السلام، وسعادة السفير الدكتور خالد الغيث، الأمين العام للجنة العليا للأخوَّة الإنسانية، بما قدّمته وفود البلدان الستة المشاركة في برنامج زمالة التعليم الأخلاقي؛ من التزاماتٍ وتعهداتٍ ملهمة ومهمة على مدار الثلاثة أيام الماضية، مؤكِّدين أنها تعد دليلًا واضحًا على كيفية مساهمة تعليم الأخلاقيات في تعزيز مبادئ الأخوَّة الإنسانيَّة والتَّرابط والتَّعايش السلمي والتَّضامن، بالإضافة إلى كونها تمثِّل ركيزةً أساسيةً للمضي قدمًا في إحداث تحول في النظم التعليميَّة، ودعم التعليم الأخلاقي وتعزيز المواطنة العالمية من أجل بناء مجتمعات مسالمة وشاملة.
وأشارت السيدة صوفيا أشيبالا، رئيسة قسم التعليم في الاتحاد الإفريقي، إلى أن الاتحاد أعلن عام 2024 عامًا للتعليم في خطوة لبناء نظام تعليمي أكثر مرونة وشمولًا في القارة الإفريقية والتَّركيز على الفئات المهمشة؛ كالفتيات والأطفال في المناطق الريفية، مؤكِّدًا أهمية مراجعة المناهج التَّعليمية وتطويرها؛ من خلال دمج المبادئ والقيم الأخلاقيَّة والثقافيَّة والبيئيَّة؛ لتمكين الطلَّاب من التعامل مع التَّحديات العالميَّة المشتركة.
وأكَّد القس كيشي مياموتو، رئيس مؤسسة أريغاتو الدولية، في كلمةٍ مسجَّلةٍ، إيمانه الراسخ بأنَّ تعليم الأخلاقيات يمكن أن يعزز القدرة الفطرية للأطفال على تقديم مساهمات إيجابيَّة لرفاهية أقرانهم وأسرهم ومجتمعاتهم، ما من شأنه دعم الأسرة البشرية بأكملها على العيش والازدهار في عالم أفضل قائم على الحب والرحمة والكرامة، مُضيفًا أنَّ إحدى الخطوات الأساسية على طريق السلام هي التأكُّد من أنَّ كل طفل لديه الفرصة لتعلم القيم الأخلاقية التي تعزِّز السلام والتعايش العالميين، معربًا عن عميق امتنانه لحكومات الدول الست المشاركة في برنامج زمالة تعليم الأخلاقيات لجهودها في دعم تعليم الأخلاقيات وإعطائه الأولويَّة في حياة الأطفال ومجتمعاتهم.
من جانبه، قال المطران باولو مارتينيلي، النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية، إن الاستثمار في التَّعليم يعني الاستثمار في المستقبل؛ لذلك فإنَّ القيم الأخلاقية والروحية يمكنها الإسهام في نجاح الشباب لأن يصبحوا مواطنين نموذجيين قادرين على مواجهة المستقبل ومعالجة تحدياته بشجاعة، مشيرًا إلى أن وثيقة الأخوَّة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، شكَّلت مرحلة جديدة في العلاقة بين الأديان، وأداة عظيمة لتعزيز التعليم بين الأديان المختلفة من خلال التركيز على التنوع؛ حيث يتعلم أتباع الديانات احترام بعضهم بعضًا من أجل الإنسانية.
وأكَّد المشاركون في اجتماع روَّاد التعليم أهمية زيادة الاستثمار والتركيز على تعليم الأخلاقيات في كلٍّ من أنظمة التعليم الرسمية وغير الرسمية، من أجل دعم الرفاه الاجتماعي والعاطفي والروحي للأطفال والمساهمة في بناء مجتمعات أكثر شمولاً واحترامًا ومرونة، موجِّهين نداءً مشتركًا إلى دول العالم للانضمام إلى الجهود الداعمة لتعليم الأخلاقيات؛ من خلال المشاركة في برنامج زمالة التَّعليم الأخلاقيِّ، والعمل على دمج تعليم الأخلاقيات وتعميمها؛ لتعزيز التعلم بين الثقافات والأديان في المناهج التعليمية والسياسات والبرامج القائمة عبر النظم التعليميَّة والخبرة المدرسية، وتعزيز قدرة مؤسسات التعليم والمعلمين على تعليم الأخلاقيات من خلال تدريب المعلمين، على أساليب التدريس المتطوِّرة لتعليم الأخلاقيات.
وعلى مدار 3 أيام ركَّز اجتماع رواد التعليم في مجال القيم الأخلاقية والإنسانية على إعلان نتائج برنامج زمالة التعليم الأخلاقي في مرحلته الأولى، وتبادل الخبرات بين خبراء التربية والتعليم في الدول المشاركة في البرنامج لتطبيقها على المستوى الوطني في بلدانهم وعالميًّا، وتأكيد أهمية التعليم ودوره باعتباره مساهمًا في عملية تحقيق السلام، وآليات دمج التربية الأخلاقية في المناهج التعليميَّة، بالإضافة إلى استعراض تجارب الدول الستة المشاركة في المرحلة الأولى بالبرنامج؛ من خلال تقرير مشروع الرصد والتقييم لبرنامج زمالة التَّربيَّة الأخلاقيَّة، وبحث سبل تعزيز تعليم القيم والمبادئ الأخلاقية، والتعلم والحوار بين الأديان على المستوى الوطني للدول، ومناقشة المجالات الحاسمة وآليات تدريب المعلَّمين، والمرحلة القادمة من البرنامج.