أكَّد مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن اللغة العربية هي جوهر الهوية الإسلامية، وحاضنة التاريخ والإرث الحضاري للأمة، فهي لغة القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، وعلى مر العصور كانت ولا تزال لغة العلم والفكر والإبداع التي نقلت للعالم علوم الحضارات المختلفة، وأسهمت في تطويرها، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من التراث الإنساني المشترك.
وقال مجلس حكماء المسلمين، في بيانٍ له بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 من شهر ديسمبر من كل عام، إنَّ اللغة العربية تمتلك قدرة فريدة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ إذ تحمل بين طياتها تراثًا غنيًّا ومعاني إنسانية عميقة، لافتًا إلى ضرورة استثمار اليوم العالمي للغة العربية كفرصة لإحياء جهود تعزيز مكانتها عالميًا، وتبنِّي مبادرات شاملة تعزز استخدام اللغة العربية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتوسيع وجودها في المحتوى الرقمي العالمي.
وأوضح البيان أنه انطلاقًا من الأهمية الكبرى التي تحظى بها اللغة العربية ودورها المحوري في تشكيل الثقافات وبناء جسور التواصل الإنساني بين الشعوب، يحرص مجلس حكماء المسلمين بشكل متواصل على ترسيخ مكانة هذه اللغة العريقة من خلال إطلاق مبادرات وأنشطة متنوعة تهدف إلى دعم حضورها وتعزيز تأثيرها، ومن أبرز هذه الجهود دار "الحكماء للنشر"، التي تمثل منصة معرفية رائدة أصدرت حتى الآن أكثر من 220 كتابًا ومؤلفًا في مجالات فكرية وثقافية متنوعة بهدف نشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية وإبراز التراث الإسلامي وفكره الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومكافحة خطابات التطرف والتمييز والعنصرية، كما تضطلع الدار بدور حيوي في مجال الترجمة من وإلى اللغة العربية، بهدف نقل التجارب الإيجابية والمعارف العالمية المتنوعة، وتعزيز الانفتاح الثقافي والتفاعل الحضاري.