أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبدالسلام، أن وثيقة الأخوة الإنسانية تمثل خارطة طريق عالمية لتعزيز السلام والمصالحة والتعايش الإنساني، مشيرًا إلى أن الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث تمثل خطابًا إصلاحيًّا تقدميًّا غير مسبوق.
وقال المستشار عبدالسلام – خلال كلمته بمؤتمر "ثقافة اللقاء" بفيلا مالطا، روما، برعاية جامعة جورجتاون ومجلة La Civiltà Cattolica – إن هذه الوثيقة تُعدُّ أهم إعلان إنساني يتجاوز كل الاختلافات في العصر الحديث، وذلك لطبيعة الموقِّعين عليها وشموليتها وإرثها، فقد جمعت الوثيقة رؤساء أكبر وأبرز المؤسسات المسيحية والإسلامية في العالم -أي الفاتيكان والأزهر الشريف- وشمل الإعلان المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء؛ اعترافًا بأن الأخوة الإنسانية والسلام تشمل كل شخص على هذا الكوكب.
وأوضح أمين عام حكماء المسلمين أن الإنسانية مترابطة بطريقة لا انفصام فيها، فالمؤمنون بمختلِف الأديان هم أعضاء في الأسرة الإنسانية العالمية، ومن هذا المنطلق اجتمع اثنان من أبرز الشخصيات الدينيَّة في العالم، هما فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنسية الكاثوليكية، في أبوظبي عام 2019، بدولة الإمارات العربية المتحدة، للتوقيع على إعلان يذكِّر جميع الناس بمسؤوليتهم المشتركة تجاه تعزيز الوئام العالمي، ولإثبات أن للأديان وأتباعها دورًا مهمًّا تلعبه في تعزيز العيش السلمي، وذلك برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة .
وذكر المستشار عبدالسلام أن هناك العديد من المبادرات العالمية التي انطلقت من هذه الوثيقة التاريخية؛ منها: اليوم الدولي للأخوة الإنسانية المعترف به من قِبَلِ الأمم المتحدة، وجائزة زايد العالمية للأخوة الإنسانية، وتناوُل الوثيقة في المؤسسات التعليمية في بقاع مختلفة من العالم، فهي وثيقةٌ لكل إنسان، تدفع عجلة التنمية والتعاون بين الشعوب، وتُسهمُ في تحقيق تقدمٍ كبيرٍ في العلاقات بين الشرق والغرب، مُعربًا عن آماله في أن تكون هذه الوثيقة مصدر إلهام لكل الجماعات والمؤسسات الدينية؛ لوضع الأخوة الإنسانية وثقافة اللقاء موضع التنفيذ.
