مُشيدًا بجهود مجلس حكماء المسلمين في التَّوعية والتثقيف بقضايا البيئة والتغيرات المناخية..
الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي بن راشد النعيمي: حمايةُ كوكب الأرض والحفاظ على البيئة مسؤولية دينيَّة وأخلاقيَّة ومجتمعيَّة وإنسانيَّة
في إطار اهتمام مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بقضايا البيئة ومواجهة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية باعتبارها أحدَ التَّحديات العالمية التي تهدِّد الحياة على سطح هذا الكوكب، نظَّم جناح المجلس بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ندوةً تفاعليةً بعنوان: "الإنسان والإحسان للبيئة" قدَّمها الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي "الشيخ الأخضر"، المستشار البيئي لحكومة عجمان، ونائب رئيس مجلس الإدارة بجمعية الإحسان الخيرية.
وفي بداية الندوة، أكَّد الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي، أن هناك ٧ عناصر أساسية تحكم علاقة الإنسان بالأرض؛ أولها التوحيد، وهو الأعلى مكانة والأصل في الوجود، موضحًا أن العنصر الثَّاني هو أنَّ الإنسان مستخلَف في الأرض بحمله الأمانة لإعمارها والحفاظ عليها؛ لتدوم للأجيال القادمة، مشيرًا إلى مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن "نهجنا وتراثنا وإرثنا هو استدامة الموارد للأجيال القادمة".
وأضاف "الشيخ الأخضر" مستكملًا حديثَه عن عناصر علاقة الإنسان بالأرض مشيرًا إلى أن العنصر الثالث هو الإخلاص في العمل، مما يخلق مزيدًا من الرضا الذي يشكِّلُ عاملًا تحفيزيًّا مهمًّا لكل ما يخدم الأرض، ويحافظ عليها، وأمَّا رابعها فهو آيات القرآن الكريم فكلُّها أُنزلَت لنتدبر ونتأمل في هذه المؤشرات التي تدلُّ على عظمة الخالق في الأرض والسموات، في حين أن العنصر الخامس هو العدل والاعتدال والوسطية في كل شيء، وهو ميزان الأخلاق الحقيقي، وأما سادسها فهو التوازن، والسابع هو الإحسان، وهو أعلى درجةً من العدلِ ذاته.
ولفت الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي إلى أن هناك أمرًا يغفل عنه كثيرٌ من الناس، هو أنَّنا لسنا وحدنا الذين نعيشُ على هذه الأرض، فهناك مليارات البشر وعدد أكبر من ذلك بكثير من مخلوقات أخرى لا حصر لها، مؤكدًا أن واجبنا نحن البشر الحفاظ على الأرض واستدامة مواردها كحملة لواء نحمي جميع مَن عليها.
وذكر الشيخ الأخضر أن شُكرَ النعم التي أنعم الله بها علينا يُعدُّ أحد أهم أسباب استدامة هذه النعم، مؤكِّدًا أن أول وأهم عامل للاستدامة على الإطلاق هو شكر النعم التي أنعم الله بها علينا، سواء كنَّا أفرادًا أم مجتمعات، فالأمن نعمة، ويجب الحفاظ عليها، والطُّمأنينة نعمة والإحسان هو أحد طرق الشكر لله عزَّ وجلَّ على نعمه.
ثم استعرض الشيخ الأخضر مقطعَ فيديو استعرض فيه قصة الإحسان بالبيئة مستلهمًا جهود القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يُولِي اهتمامًا بالغًا بالأرضِ وما عليها، وبها من خيراتٍ وتوريثه للأجيال القادمة التي حملت لواء حماية الأرض، وانتهجت نهجَه في رعايتها وحمايتها.
واختتم الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي، وذلك عند سؤاله عن علاقة الأديان والشرائع بالبيئة؛ حيث أكَّد أنَّ هناك علاقةً وثيقةً بين الأديان والحفاظ على البيئة، مشيدًا بجهود مجلس حكماء المسلمين في التوعية والتَّثقيف بقضايا البيئة والتغيرات المناخيَّة، داعيًا إلى ضرورة العمل على توحيد كافة الجهود لحماية كوكبنا والحفاظ عليه، موضحًا أن هذا الأمر يعد مسؤولية دينيَّة وأخلاقيَّة ومجتمعيَّة وإنسانيَّة.