تحت رعاية رئيس جمهورية أذربيجان.. مجلس حكماء المسلمين يشارك في تنظيم القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ مطلع الشهر المقبل
الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين: القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو تجسِّد الالتزام المتواصل بتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات من أجل بناء عالم أكثر تفاهمًا وتناغمًا واستدامة
القائد الروحي للمسلمين في أذربيجان وعموم القوقاز: نسعى للبناء على النَّجاح الذي حققته القمة العالمية لقادة ورموز الأديان بأبوظبي العام الماضي من أجل توحيد صوت العلم والدين في مواجهة قضايا المناخ
تحت رعاية السيد الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهوريَّة أذربيجان، تنظِّم إدارة مسلمي القوقاز بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، ورئاسة مؤتمر الأطراف COP29، واللجنة الحكوميَّة للمؤسسات الدينية بأذربيجان وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة؛ القمة العالميَّة لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ في باكو، التي تأتي في إطار استعداد جمهورية أذربيجان لاستضافة الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP29، بمشاركة أكثر من 300 ممثل حكومي حول العالم، وكبار المسؤولين في الأمم المتحدة، ورؤساء المنظمات الدولية، والشخصيات الدينيَّة العالمية البارزة، والعلماء والشخصيات الدينية.
وتهدف القمة العالمية لقادة ورموز الأديان، التي تنعقد في باكو تحت شعار: "الأديان العالمية من أجل كوكب أخضر"، إلى تعزيز الدور المحوري الذي تقوم به الأديان ضمن الجهود العالمية الرَّامية إلى معالجة قضايا تغير المناخ، وإبراز الموقف الموحد لقادة الأديان العالمية والتقليدية، الذين يجمعهم رفض الحروب والدمار البيئي، والعمل المشترك من أجل حل النزاعات سلميًّا، وتوفير منصة للحوار بين الخبراء والعلماء والأكاديميين والزعماء السياسيين والدِّينيين وممثلي المنظمات الدينية والعامة والدولية، حول التحديات الملحة التي تهدد العالم الحديث، مع التَّركيز بشكل خاص على الحروب والأزمات البيئية بغية تعزيز التعاون الدولي في مواجهة تغير المناخ وتوجيه نداء عالمي مشترك للحدِّ من الكوارث البيئية وحفظ السلام العالمي، ما من شأنه التوصل إلى رؤية مشتركة تدعو إلى وقف العنف، والحد من التسلح، وحماية كوكب الأرض من التهديدات البيئية.
وتناقش أعمال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان على مدار يومي انعقادها، عددًا من المحاور المهمة، بما في ذلك وجهة نظر الأديان والزعماء الدينيين بشأن المشكلة الدوليَّة المتمثلة في تغير المناخ، ودور وسائل التواصل الاجتماعي والأديان في حماية البيئة؛ وسبل بناء الثقة من خلال الحوار بين الأديان، بالإضافة إلى التَّأثير السلبي للإرهاب والتَّعصب الديني والعرقي والتَّحريض على الكراهية والحروب على البيئة والنَّاس المسالمين والطَّبيعة.
وأكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، سعادة المستشار محمد عبد السلام، أنَّ قمة الأديان، التي تُعقدُ يومي 5 و6 نوفمبر القادم في العاصمة الأذربيجانية باكو، تجسِّد التزام مجلس حكماء المسلمين المتواصل بتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات من أجل بناء عالم أكثر تفاهمًا وتناغمًا واستدامة، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به قادة ورموز الأديان في مواجهة التَّحديات العالمية، وفي مقدمتها قضية التغير المناخي، مشيدًا بالدور البارز الذي تقوم به جمهورية أذربيجان بقيادة السيد الرئيس إلهام علييف، لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وإطلاقها العديد من المبادرات المهمة التي أسهمت في خلق مجتمع يقدِّر قيم التعايش السلمي والتسامح والحوار المتبادل، وإلهام العالم بتجربة رائدة يُحتذَى بها في تعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب.
وأضاف: "لقد تمَّ إعلان عام 2024 في أذربيجان "عام التضامن من أجل السلام الأخضر"، وهي دعوةٌ تدعم وثيقة نداء الضمير بيان أبوظبي المشترك من أجل المناخ، التي تمَّ إطلاقها العام الماضي كأحد مُخرجات القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ، التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبوظبي، مشيرًا إلى أنَّ هذا التضامن يهدف إلى تشجيع الأسرة البشريَّة على العيش بتناغم مع الطبيعة والعمل سويًّا لحماية عالمنا من التغيرات المناخية، معربًا عن أمله في أن تكون هذه القمة خطوة إضافية نحو تعزيز الوعي العالمي بقضايا المناخ.
من جانبه، قال سماحة شيخ الإسلام، الله شكر باشا زاده، رئيس إدارة مسلمي القوقاز القائد الروحي للمسلمين في أذربيجان وعموم القوقاز، إنَّ التحديات البيئية التي تواجه البشرية اليوم باتت من أكثر القضايا إلحاحًا وخطورةً على استدامة الحياة على كوكب الأرض، مشيرًا إلى أنَّ أزمة تغير المناخ وما تخلفه من تداعيات مدمرة تهدد الإنسانية تفرض على المجتمع الدولي تعزيز الجهود الرامية إلى مواجهة قضية التغير المناخي بشكل جذري وحاسم، وهذا ما نجح في تحقيقه مؤتمر الأطراف بـ COP28 الذي وفَّر منصة فعالة جمعت صنَّاع السياسات ورموز قادة الأديان لبلورة رؤية مشتركة تُسهِمُ في إيجاد حلول فعالة وملموسة لتحديات المناخ.
وأعرب سماحته عن تطلعه في أن تسهم القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ بأذربيجان، في البناء على النجاح الذي حققته القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في أبوظبي العام الماضي، مؤكدًا أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به القادة الدينيون في جهود مواجهة أزمة تغير المناخ، وتعزيز الوعي المجتمعي بضرورة الحفاظ على البيئة، مشيدًا بالدور الذي يقوم به مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في توحيد صوت الدين والعلم من أجل حماية كوكبنا المشترك.
جديرٌ بالذكر أن مجلس حكماء المسلمين وفي إطار جهوده لتعزيز دور قادة ورموز الأديان في مواجهة التَّحديات العالمية، خاصة قضية التغير المناخي، وبالتَّزامن مع استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطرافCOP28، نظَّم القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ في 6 و7 من شهر نوفمبر لعام 2023، وذلك بالتعاون مع وزارة التَّسامح والتَّعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئاسة مؤتمر الأطرافCOP28، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وقد حضر القمة ممثلون عن 18 ديانة و30 مذهبًا وطائفة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب علماء وأكاديميين وخبراء في البيئة وممثلون عن المجتمع المدني، بما في ذلك الشباب والنساء والشعوب الأصلية؛ حيث تُوِّجت القمة بإصدار وثيقة "نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك من أجل المناخ" الذي دعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة وملموسة لمواجهة الأزمة المناخيَّة والحفاظ على كوكب الأرض.