تحت عنوان "دور مجلس حكماء المسلمين في خدمة ونشر التراث الإسلامي"، وفي إطار جهوده المستمرة لتعزيز التعايش السلمي والحوار بين الثقافات المختلفة، استضاف جناح مجلس حكماء المسلمين بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالعاصمة المغربية الرباط، ندوةً مهمة قدمها د. محمد جمال، باحث بمكتب إحياء التراث الإسلامي بمشيخة الأزهر الشريف.
وافتُتحت الندوة بكلمة من د. سمير بودينار، المدير التنفيذي لمركز الحكماء لبحوث السلام، الذي ألقى الضوء على جهود مجلس حكماء المسلمين في نشر قيم السلام والحوار والتواصل، مؤكدًا أن التراث الإسلامي يعد منجمًا لا ينضب للمعارف، وأنه يمثل مصدرًا مهمًّا للثقافة والحكمة.
من جانبه، بدأ الدكتور محمد جمال، مداخلته بتوجيه الشكر الجزيل لمجلس حكماء المسلمين على تنظيم هذه المحافل الثقافية في المعارض الدولية، معتبرًا قضية التراث تحديًّا كبيرًا يشغل واقعنا المعاصر، موضحًا أن التراث الإسلامي يحتاج إلى تجديد وتنمية مستمرة تتوافق مع التطورات العصرية، مع الحفاظ على قيمه الأصيلة وتراثه الغني.
وأشار الباحث بمكتب إحياء التراث الإسلامي بمشيخة الأزهر الشريف إلى أنه بالرغم من كون التراث الإسلامي يعود إلى حضارة عظيمة، إلا أنه يتوجَّب التأكد من اختيار ما يتناسب مع زماننا وظروفنا الحالية، مشيدًا بجهود العلماء الذين خدموا التراث وعناوين الحضارة التي يحملها، مؤكدًا أن التراث هو أحد الأعمدة الرئيسية للأمة الإسلامية.
وذكر د. محمد جمال بعض وصايا فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الداعية إلى نشر التراث الوسطي وترويجه بين الناس لمحاربة التكفير والتفسيق وكل ما يثير الفرقة، واحترام التوازن بين العقل والنقل، مؤكدًا أن الفكر الأزهري هو الأجدر للقيام بهذا الدور؛ انطلاقًا من رسالته الملتزمة بتعاليم الإسلام السمحة ونهجه الوسطي القويم.
وفي هذا الإطار، أشاد د. محمد جمال بجهود مجلس حكماء المسلمين في خدمة التراث الإسلامي، وتعزيز العناية به، والعمل على تطويره، موضحًا أن الحفاظ على التراث واستدامته يتطلب جهودًا مستمرةً واهتمامًا متواصلًا.
وينظم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض النشر والكتاب الدولي، المقام بالعاصمة المغربية الرباط ٢٠٢٣ عددًا من الندوات والفعاليات الثقافية التي تتناول عددًا من القضايا والموضوعات الفكرية والثقافية والمجتمعية، انطلاقًا من رسالة المجلس برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الهادفة إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.