منحت جامعة أوراسيا الوطنية بجمهورية كازاخستان، المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، درجة الأستاذيَّة الفخريَّة؛ تقديرًا لجهده الدؤوب في نشر قيم الحوار والتسامح والإخاء والتعايش الإنساني وتعزيزها، وذلك في احتفالية خاصة نظَّمتها الجامعة بحضور د. إيرلان سديقوف، رئيس الجامعة وعدد من الأساتذة والطلاب.
وفي بداية الاحتفال أعرب د. إيرلان سديقوف، عن تقدير الجامعة أساتذةً وطلابًا لجهود الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، وبرسالة المجلس برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، في نشر السِّلم وتعزيزه في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة ونشر قِيم الحوار والتسامح وقبول الآخر.
وفي كلمته، قال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، لقد جئتُكم من الإمارات العربية المتحدة، تلك الدولة التي استطاعت أن تُصدِّر التسامح والأخوة الإنسانية للعالم كله، فأصبحت نموذجًا يُحتذَى به في نشر قيم الحوار وتعزيز التعايش والأخوة الإنسانية، معربًا عن سعادته الغامرة بوجوده في كازاخستان، هذا البلد العريق في حضارته، والغني بتعدديته، وبما يشهده من تقدمٍ وتطورٍ في كافة المجالات، مشيرًا إلى أنه في كل مرة يزور فيها كازاخستان يرى تطورًا مذهلًا.
وأشاد الأمين العام بنَهْجِ دولة كازاخستان في تعزيز الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وتنظيمها المؤتمر العالمي لزعماء الأديان، الذي انعقدت النسخة السابعة منه العام الماضي، بحضور فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وعدد كبير من قادة الأديان العالميَّة والتقليديَّة وزعمائها حول العالم، ذلك الحدث الفريد من نوعه، الذي تحتضنه دولة كازاخستان مرةً كل 3 سنوات؛ انطلاقًا من الإيمان بالدور الكبير للقادة الدينيين في نشر قيم الحوار والتعايش والسلام وتعزيزها.
وأهدى المستشار عبد السلام هذا التَّكريم للأزهر الشريف، قلعة العلم والعلماء، الذي تعلَّم وتربَّى فيه على الوسطية والتنوُّع والتعددية وقبول الآخر، وإلى شيخه وأستاذه الأكبر إمام المسلمين فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، قائلًا: لقد تعلَّمت على يد هذا الرمز العظيم حب الخير، وقيم التسامح والتعايش، وأهمية السير في طريق تعزيز السلام والأخوة الإنسانية.
وأكَّد الأمين العام، في لقاء له مع طلاب الجامعة، أن الحوار هو الأسلوب الوحيد الذي يتحقق به تداول الرؤى والأفكار، داعيًا إلى ضرورة أن يكون الحوار منهجًا شاملًا في تدبير العلاقات الإنسانية جميعًا، لافتًا إلى أن التعددية تعد سمةَ الكون، وقانون الاجتماع الإنساني، وأثرُها ليس فقط في الحفاظ على توازن الحضارة الإنسانية بمكوناتها المتعددة، بل في إثرائها وإبراز أقوى وأجمل ما فيها من مقوِّمات تُسهمُ في ارتقاء الإنسان وصلاح العمران.
وأشار المستشار عبد السلام إلى أنَّ مسارات التواصل بين المجتمعات والحوار بين الثقافات والأمم اليوم في عالم متعدد الحضارات والهويات- لا يمكن أن تبلغ هدفها دون حضور قوي للجامعة رؤًى ومشاريعَ، وللطلبة علمًا وسؤالًا وحوارًا وإبداعًا، فهم مستودع طموحاتنا للمستقبل، وأسئلتنا التي ينبغي ألا نيأس من طرحها ونقاشها حتى نجدَ عليها أجوبةً تجعل من عالمنا عالمًا أفضل.
وأوضح الأمين العام أن مجلس حكماء المسلمين يعمل على استمداد الحكمة في كل المجتمعات، باعتبارها مستودعَ الإرادة المستقلة والهادفة لتلك المجتمعات، وعلى دورها المستقبلي بالغ الأهمية في تدبير التعددية؛ من خلال أدوار الحكماء في عالمنا، الذين يمثل أعضاء هذا المجلس نخبة منهم تمد يدها لجميعهم عبر العالم، سعيًا لرفع تحديات عالمية مشتركة، لا يمكن رفعُها إلا بحُسنِ الاختيار بين التلاقي ضمن تعددية بنَّاءة، أو التشرذم في متاهات صراعات ونزاعات تهدِّد لا تلك التعددية البنَّاءة فحسب بل وجودنا الإنساني المشترك كذلك.
وفي نهاية كلمته، وجَّه الأمين العام رسالةً للشباب المشاركين بضرورة التحلي بالأمل والإصرار على المضي في مسار العلم بعزيمةٍ وثقةٍ في قدرة الإنسان على مواجهة التَّحديات، وقدرته على التعامل معها بما أودع الله فيه من طاقاتٍ وقدراتٍ، وما أنزله إليه من هداياتٍ، وما أوقده فيه من جَذْوة الإيمان ونور العلم، فهي أثمن رصيد، وأغلى أمانة يتحملها لأجل مستقبل أفضل.
يُذكر أن جامعة أوراسيا الوطنية تُعدُّ أحد أهم الجامعات في كازاخستان وأكبر مؤسسة تعليمية في أستانا، وقد سبق أن كرَّمت الجامعة عددًا من الشخصيات المؤثرة في مجال تعزيز السلام والتعايش، وفي مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين حين منحته درجة الدكتوراة الفخرية عام 2018.