دعوة للعمل بشكل عاجل للاستجابة للأزمة المناخية بمشاركة المجتمعات الدينية
تواصلت فعاليات جناح الأديان في COP 28 لليوم الحادي عشر، بعقد عدة جلسات نقاشية ركزت على استكشاف التوجهات الدينية المختلفة للعمل المناخي، والشباب والقلق المناخي ودور الأديان، والالتزام المشترك للجهات الدينية من أجل العدالة المناخية، والاستدامة في القرآن والسنة.
ودعا المشاركون في الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان: «استكشاف التوجهات الدينية للعمل المناخي» إلى ضرورة العمل بشكل عاجل وعلى نطاق واسع للاستجابة للأزمة المناخية بمشاركة المجتمعات الدينية وجهودها بشكل عملي، مؤكدين أهمية تغيير عقول المجتمعات نحو الحفاظ على البيئة من منظور ديني وأخلاقي، والابتعاد عن استغلال الموارد الطبيعية في الإدارة أو الخلافات السياسية لمواجهة تداعيات المناخ.
وأكد المشاركون أن المجتمعات الدينية تستطيع أن توفر الأساس الأخلاقي لمعالجة أزمة المناخ وتوجيه الأفراد لاتخاذ إجراءات مناخية هادفة وتحويلية، لافتين إلى أهمية الاطلاع على كافة الآراء والتوجهات الدينية في المجتمعات للوصول إلى حلول من أجل العمل المناخي المشترك.
وتحت عنوان: «الشباب والقلق المناخي ودور الأديان» جاءت الجلسة الثانية ، حيث أكد المشاركون أن هناك قلقًا كبيرًا لدى الشباب، وخاصة الأطفال، بشأن تغير المناخ ومستقبل كوكب الأرض، لافتين إلى أهمية الدور الكبير الذي يلعبه قادة الأديان والمجتمعات الدينية في مواجهة هذا القلق والدعوة إلى الابتكار والمشاركة في الحفاظ على البيئة من خلال العديد من المبادرات لمواجهة تلك الأزمة لمستقبل الأجيال، داعين إلى ضرورة العمل على تعزيز الوعي الديني والمعرفي لدى الشباب بطبيعة الكوكب والتغيرات المناخية من خلال إطلاعهم على صياغة ووضع الحلول لمواجهة تلك الأزمة.
وفي الجلسة الثالثة التي جاءت بعنوان: «دعوة للعمل: الالتزام المشترك للجهات الدينية من أجل العدالة المناخية» أكد المشاركون أهمية قادة الأديان ودورهم في تمكين كافة المجتمعات للتكيف مع التغيرات المناخية العادلة للاستفادة اللازمة من التحول نحو مستقبل الطاقة المتجددة والاستغلال الأمثل للعديد من الموارد الطبيعية التي تتمتع بها العديد من المجتمعات وخاصة أفريقيا لتفادي عواقب الأزمة المناخية.
واستعرض المشاركون تأثر مجتمعاتهم بالفيضانات والحرائق والجفاف والأعاصير، وكيف استجاب قادة الأديان، ليس فقط لإعادة البناء، ولكن لمحاولة الحد من الطوارئ المناخية عن طريق تغيير أنماط الاستهلاك للمياه والغذاء والموارد الطبيعية داخل تلك المجتمعات، مؤكدين أهمية تعزيز التعاون العالمي والالتزام المشترك بين المجتمعات من أجل حصول الجميع على العدالة المناخية.
وأكد الدكتور محمد إبراهيم فارسي، كبير باحثين أول بإدارة البحوث في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، خلال الجلسة الرابعة التي جاءت بعنوان: «الاستدامة في القرآن والسنة»، أنَّ الاستدامة في القرآن والسنة تعني الاستدامة في المصادر الرئيسية للعقيدة الإسلامية، موضحًا أن الاستدامة هي توفير كافة احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بحق الأجيال القادمة.
وأوضح أن القرآن الكريم حثنا على عدم الإسراف؛ لقول الله عز وجل (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا) وقوله الله عز وجل (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وفي السنة النبوية نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في المياه وأكد ضرورة المحافظة عليها، مؤكدًا أن الدين الإسلامي حث على ضرورة ضبط سلوكيات المجتمعات.
وناقشت الجلسة الخامسة التي جاءت بعنوان: «تعبير مرئي عن القيم الإنسانية» القيم المشتركة للإنسانية عبر المواضيع والدوائر العاملة في مجال العدالة المناخية، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والشباب والأنظمة الغذائية ودورها في تعزيز القيم الإنسانية والتعاون لحماية كوكب الأرض؛ حيث أكد المشاركون أهمية إنشاء شراكات وتحالفات جديدة بين كافة المجتمعات، وخاصة الدينية لتوجيه الأفراد نحو القيم والمبادئ المشتركة التي تحثنا على المحافظة على البيئة وتعزيز الاستدامة في كافة نواحي الحياة لإنقاذ كوكب الأرض من آثار التغير المناخي.