أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، سعادة المستشار محمد عبد السلام، أن مصدر قيم الاعتدال ومصداقها يكمُنُ في الأديان السماويَّة، كما في رموز الحكمة الإنسانية، التي هي بحاجةٍ إلى آليات لتطبيقها، لافتًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين يبذل جهودًا استثنائيةً لنشر قيم الاعتدال والأخوة الإنسانية وثقافة التسامح والتعايش السلمي، إلى جانب تعزيز دور قادة الأديان ورموزها في مواجهة القضايا الملحة والأكثر تأثيرًا على الأسرة البشريَّة.
وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتَّسامح الذي انطلق اليوم تحت شعار "تجسير الحضارات ورعاية التنوع"، إن هذا المؤتمر يسعى إلى دراسة سُبل تعزيز التفاهم والتعاون بين الحضارات المختلفة؛ بمفهوم علمي وبحثي في أبوظبي، التي أصبحت اليوم مركز إشعاع عالمي لقيم الاعتدال والتعايش والأخوة الإنسانية، وهي عاصمة دولة الإمارات التي اتخذت من قيم الاعتدال منهجًا، ومن الأخوَّة الإنسانية مبدأً راسخًا رسوخ الوثيقة العالمية الرائدة في هذا المجال، وهي وثيقة الأخوة الإنسانية، التي رعتها، واستقبلت حدث توقيعها من قبل الرمزين الدينيين العالميين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس على أرضها الطيبة.
وأضاف الأمين العام أن توقيع هذه الوثيقة كان محطة رئيسية لإطلاق عدد كبير من المبادرات الإنسانية العالمية الرائدة، مشيرًا إلى أن مبادئ الخمسين التي اعتمدتها الإمارات لتكون مرجعًا يقود الدولة إلى تحسين جودة حياة مواطنيها، تؤكِّد القيم الراسخة والمبادئ السامية لوثيقة الأخوة الإنسانية، كما أن بيت العائلة الإبراهيميَّة الذي تحتضنه أرضها يرسل رسائل حضارية في هذا الوقت الصعب، ويؤكِّد أن الأديان جاءت لإسعاد الإنسان على مختلف مضامينها وشرائعها.
وأشاد سعادة المستشار محمد عبد السلام بجهود وزارة التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في نشر قيم وثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر والأخوَّة الإنسانيَّة.