إعلان الأزهر الشريف المواطنة والعيش المشترك
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد؛ السَّـادة أعـلام المنصَّـة! الحــَفْـــلُ الكَـــــريـم! فباسم الأزهر الشريف، وباسم مجلس حكماء المسلمين أُرَحِّب بحضراتكم أيتها السيدات والسادة!، وترحب بكم مصر الكنانة، وتُعرب معي عن سعادتها بهذا المؤتمر البالغ الأهمية، والذي يُعْقَد في ظروفٍ استثنائيةٍ وفترة قاسية تمرُّ بها المنطقة، بل العالَمُ كلّه الآن، بعد أن اندلعت نيران الحروب في منطقتنا العربية والإسلامية، دون سبب معقول أو مُبرِّر منطقي واحد يتقبله إنسان القرن الواحد والعشرين..
ومن المدهش، بل من المحزن والمؤلم، تصويرُ الدِّين في هذا المشهد البائس وكأنه ضِرام هذه الحروب، وزُيِّن لعقولِ الناس وأذهانهم أن الإسلام هو أداة التدمير التي انقضت بها جدران مركز التجارة العالمي، وفُجِّر به مسرح الباتاكلان ومحطات المترو، وسُحِقَت بتعاليمه أجساد الأبرياء في مدينة نيس وغيرها من مدن الغرب والشرق، إلخ ما نأسى له من هذه الصور الكارثية المُرعبة التي تزداد اتساعًا وقَتامًا، مع تنامي التطرُّف وتقلص الحَيِّز الصحيح في فهم حقيقة الأديان الإلهية، ومغزى رسالات الأنبياء التي تصطدم اصطدامًا مدويًا، بكل التفسيرات المغشوشة التي تتنكَّب بها طريق الأديان، بل وتُخطف بها النصوص المقدسة لتصبح في يد القِلَّة المُجرمة الخارجة عليها، وكأنها بندقية للإيجار، لِمَن ينقد الثمن المطلوب من سماسرة الحروب وتُجَّار الأسلحة، ومُنظِّري فلسفات الاستعمار الجديد.
وحسبك أن تمعن النظر في هذه الشرذمة وفي أمرها العجيب حين ترفع راية واحدة هي راية «الإسلام»، ثم لا تلبث أن يكرَّ بعضه على بعض بالتخوين والتكفير، لتعلم أن القضية برُمَّتها ليست من الدين لا في كثير ولا قليل، وأنَّ المسألة هي توظيف الإسلام في هذه الدماء توظيفات شتَّى تذهب فيه من النقيض إلى النقيض.. وأمر آخرٌ يضع أيدينا على مكمن الزيف في هذه الدعوات الدموية، هو: أن المسألة عند أصحابها لم تكن مسألة تصويب لدين زعموا أنه انفرطَ عِقدُه، وأن عليهم تصحيحه وتصويبه، في إطار من الاجتهاد النظري والتجديد الفكري، بل كانت مسألةَ أرواحٍ وإهدار دماء كالأنهار، واجتراءٍ على منجزات الإنسان وهدمها حيثما كانت، ومتى قدر على تدميرها.. إن هذه الشرذمة الشاردة عن نهج الدين كانت إلى عهد قريب محدودة الأثر والخطر، وكانت من قلة العُدَّة وضعف العتاد عاجزة عن تشويه صورة المسلمين، إلَّا أنَّها الآن، أوشكت على أن تُجيِّشَ العالَم كُلَّه ضِدَّ هذا الدِّين الحنيف، وحَسْبُنا ما يُسمَّى بظاهرة الإسلاموفوبيا في أقطار الغرب الشمالية والجنوبية، والتي انعكست آثارها البالغة السوء على المواطنين المسلمين في هذه الأقطار.
ولسنا الآن بصدد البحث في ظاهرة الإسلاموفوبيا، ولا في الإرهاب الذي يرعى هذه الظاهرة ويُرضعها كلَّ يوم لِبان الكراهية للإسلام والمسلمين، وهل الإرهاب صناعة محلية، أو صناعة عالمية، أُحِكمَت حلقاتُها، ثم دُبِّرت بليل في غفلة، أو في تواطئ مع كثير من الساهرين على حقوق الإنسان، ومن رُعاة السلام العالمي والعيش المشترك والحريَّة والمُسَاواة وغير ذلك مما جاء في المواثيق الدولية التي نحفظها عن ظهرِ قلب.. وفي اعتقادي أنَّ البحث في كل ذلك هو أوجب ما تُعقد له الندوات، وألزم ما يلزم رجال الدين والمُفكِّرين، وأحرار العالَم وعُقلاءه لتعرية هذا الوباء الحديث، وتحديد المسؤول عنه، وعن الدِّماء والأشلاء التي تُراق كل يوم على مذابحه وتقدم قرابين لأوثانه وأصنامه.
على أن المتأمل المنصف في ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تخطئ عيناه هذه التفرقة اللامنطقية، أو هذا الكيلَ بمكيالين بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب، وللمسيحية واليهودية من جانب آخر، رُغم اشتراك الكل في عريضة اتهام واحدة، وقضية واحدة هي قضية العنف والإرهاب الديني، فبينما مرَّ التطرُّف المسيحي واليهودي بردًا وسلامًا على الغرب دون أن تُدنَّس صورة هذين الدينين الإلهين؛ إذا بشقيقهما الثالث يُحبَسُ وحده في قفص الاتهام، وتجري إدانتُه وتشويه صورتهِ حتى هذه اللحظة.. نعم! لقد مرت بسلام أبشع صور العنف المسيحي واليهودي في فصلٍ تامٍ بين الدِّين والإرهاب، ومنها على سبيل المثال: اعتداءات مايكل براي بالمتفجرات على مصحات الإجهاض، وتفجير في تيموثي ماكْفي للمبنى الحكومي بأوكلاهوما، وديفيد كوريش، وما تسبب عن بيانه الديني من أحداث في ولاية تكساس..
دع عنك الصراع الديني في أيرلندة الشمالية، وتورط بعض المؤسسات الدينية في إبادة واغتصاب ما يزيد على مائتي وخمسين ألفًا من مسلمي ومسلمات البوسنة. الحضـور المهيب الجليــل! ما قصدت -علم الله- من هذه المقدمة التي طالت ربما أكثر مما ينبغي، أن أنكأ جراحًا، أو أُذكيَ صِراعًا بين الإنسان وأخيه الإنسان، فما هذه رسالة الأديان ولا رسالة الأزهر الشريف، ولا رسالة الشرق المتسامح، بل ولا رسالة الغرب المُتحضِّر المُتعقِّل، ولكن أردت أن أقول: إن الإسلاموفوبيا إذا لم تعمل المؤسسات الدينية في الشرق والغرب معًا للتصدي لها، فإنها سوف تطلق أشرعتها نحو المسيحية واليهودية إن عاجلاً أو آجلاً، ويومها لا تنفع الحكمة التي تقول: «أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثَّورُ الأَبيَض»، فالمتربصون بالأديان من الملحدين والمعلنين موت الإله والمروجين للفلسفات المادية والآتين من أقبية النازية والشيوعية، والداعين لإباحة المخدرات، وتدمير الأسرة، وإحلال نظام «الجنس الاجتماعي»، وقتل الأجنة في بطون أمهاتها، والتشجيع على الإجهاض وحق التحول إلى ذكر وأنثى حسبما يريد المتحول ومتى يشاء، والعاملين على إحلال العولمة محل القوميات، والداعين للعولمة، وإزالة الفوارق بين الشعوب، بعد القضاء على ثقافاتها، والقفزِ على خصائصها الحضارية والدينية والتاريخية، وهو نداء ينمو اليوم ويتطور مطالبًا بأن يكون ذلك من سلطات الاتحاد الأوروبي..
كل هذه الدعوات وغيرها كثير، قادمة بقوة، وسوف تكتسح في طريقها أول ما تكتسح الأديان الإلهية، لأنها في نظرهم مصدر الحروب، فالمسيحية ولَّدت الحروب الصليبية، والإسلام ينشر الإرهاب والدماء، ولا حل إلَّا إزالة الدين من على وجه الأرض.. وهؤلاء يصمتون صمت القبور عن قتلى الحروب المدنية التي أشعلها الملحدون وغلاة العلمانيين، في مطلع القرن الماضي ومنتصفه، ولم يكن للدين فيها ناقة ولا جمل، مع أن أي تلميذ في مراحل التعليم الأولى لا يعييه أن يستعرض قتلى المذاهب الاجتماعية الحديثة ليتأكد من «أن التاريخ لم يَحْصر من ضحايا الأديان منذ أيام الجهالة إلى العصر الحاضر عُشر معشار الضحايا الذي ضاعوا بالملايين قتلًا ونفيًا وتعذيبًا في سبيل نبوءات كاذبة لم تثبت منها نبوءة واحدة، بل ثبت بما لا يقبل الشك أنها مستحيلة على التطبيق».
أيها الحفل العلمي الكبير! أظنكم تتفقون معي في أن تبرئة الأديان من الإرهاب لم تعد تكفي أمام هذه التحديات المتوحشة، وأن خطوة أخرى يجب علينا أن نبادر بها، وهي: النزول بمبادئ الأديان وأخلاقياتها إلى هذا الواقع المضطرب، وأن هذه الخطوة تتطلَّب -من وجهة نظري-تجهيزاتٍ ضرورية، وأولها إزالة ما بين رؤساء الأديان وعلمائها من بقايا توترات وتوجسات لم يَعُد لوجودها الآن أيُّ مُبرِّر، فما لم يتحقق السلام بين دُعاته أوَّلًا لا يمكن لهؤلاء الدُّعاة أن يمنحوه للناس، وأنى لفاقد شيء أن يمنحه لغيره! وهذه الخطوة بدورها لا تتحقَّق إلَّا مع التعارف الذي يستلزم التعاون والتكامل، وهو مطلب ديني في المقام الأول، والإسلام الذي أعتز بالانتساب إليه ينبهنا إلى ذلك في آية قرآنية يحفظها المسلمون والمسيحيون معًا من كثرة ما تردَّدت على الأسماع في المحافل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّأَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ {الحجرات:13}.
كما ينبهنا الإسلام إلى حق أصيل فطر الله الإنسان عليه، وهو حق الحرية والتحرر من الضغوط، وبخاصة: ما يتعلق بحرية الدين والاعتقاد والتمذهب: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ {البقرة: 256}، ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾{يونس: 99}، ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ {الغاشية: 22}، ﴿إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ﴾ {الشورى: 48}. وكان من بين البنود التي اشتمل عليها كتاب رسول الله ﷺ إلَى أَهْلِ الْيَمَنِ، وأنه: «مَنْ كَرِهَ الْإِسْلَامَ مِنْ يَهُودِيٍّ، أَوْ نَصْرَانِيٍّ، فَإِنَّهُ لَا يُحَوَّلُ عَنْ دِينِهِ»، إلى آخر كل هذه النصوص الدينية المُؤسِّسَة لحقِّ الحُريَّة والتحرُّر.
هذا.. والأزهر حين يدعو إلى نشر مفهوم «المواطنة» بديلًا عن مصطلح «الأقلية والأقليات»، فإنما يدعو إلى مبدأ دستوري طبقه نبي الإسلام -ﷺ-على أول مجتمع مسلم في التاريخ، وهو دولة المدينة، حين قرر المساواة بين المسلمين من مهاجرين وأنصار، ومِن اليهود بكل قبائلهم وطوائفهم بحسبان الجميع مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وقد حفظ لنا تراث الإسلام في هذا الموضوع وثيقة مفصَّلة في شكل دستور لم يعرفه التاريخ لنظام قبل الإسلام.
السـادة الأجـــلاء! أطلتُ عليكم وعُذري أنَّ حُسْنَ استماعكم أغراني بقراءةِ كل ما جاء في هذه الورقة من همومٍ وآلامٍ. وختامًا أتقدَّم بخالص الشكر للسيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية، الذي رحَّب بأن يرعى هذا المؤتمر برعايته الكريمة تقديرًا لدوركم الكبير في الدعوة إلى السلام والحرية والمواطنة والتعايش المشترك بين الناس، كما أشكر ضيوفنا الكِرام والسَّادة الحضور وكل الإخوة والزملاء والطلاب والعاملين الذين سهروا من أجل إعداد المؤتمر إعدادًا أرجو أن يكون محل رضاكم وقبولِكم، وأعتذر لضيوفنا من الخارج ومن الداخل أيضًا عن أي تقصير من جانبنا في خدمتكم على الوجه الأكمل..
In the name of Allah, the Most Merciful, the Most Compassionate.
May God’s peace, mercy, and blessings be upon you.
Honorable panelists,
Ladies and gentlemen,
Distinguished gathering,
On behalf of Al-Azhar Al-Sharif, and on behalf of the Muslim Council of Elders, I welcome you, ladies and gentlemen! Egypt, the land of peace and tranquility, also extends its welcome and expresses its pleasure in hosting this highly significant conference, convened under extraordinary circumstances during a harsh period for both our region and the entire world. The fires of war have erupted in our Arab and Islamic lands without any sensible or justifiable reason that a twenty-first century man might accept.
It is astonishing, indeed sad and painful, that religion is depicted in this grim image as the fuel for these wars. It is portrayed to the public mind that Islam was the tool that razed the walls of the World Trade Center, that it was used in the bombings at the Bataclan Theatre and metro stations, and that it crushed the bodies of innocents in Nice and other cities across the West and East, among other horrific images that continue to expand in scope and darkness with the rise of extremism and the shrinking space for the correct understanding of the divine religions and the essence of the prophets' messages. These messages indeed clash dramatically with the distorted interpretations that stray from the path of religions and hijack sacred texts to turn them into a metaphorical ‘gun for hire’ for those who can pay the price demanded by warmongers and arms dealers, and the theorists of new colonialism.
Consider closely this oddity: They all rally under one banner, that of ‘Islam’, yet some soon begin to denounce and excommunicate each other, making it clear that this whole issue has little or nothing at all to do with religion itself. The matter at hand is the diverse manipulation of Islam in this bloodshed, ranging from one extreme to another.
Another aspect that reveals the falsehood of these bloodthirsty calls is that, for their proponents, the matter was never about correcting a religion they claimed had lost its essence; rather, they purported to reform and rectify it within the framework of theoretical discretion and intellectual renewal. Instead, it centred on taking lives and spilling rivers of blood, encroaching upon human achievements, and demolishing them wherever and whenever possible.
This faction, straying from the path of religion, was until recently limited in its impact and threat, due to the scarcity of resources and their poor equipment, and was incapable of tarnishing the image of Muslims. However, they are now mobilizing nearly the entire world against this righteous religion, as evidenced by the phenomenon of Islamophobia in both northern and southern Western countries, which has severely impacted Muslim citizens in these nations.
We are not delving into the phenomenon of Islamophobia, nor the terrorism that daily fuels this phenomenon with deep-seated hatred for Islam and Muslims. Nor are we discussing whether terrorism is a local or global industry, meticulously orchestrated and conducted covertly, or in collusion with many of those who pretend to uphold human rights, global peace, coexistence, freedom, and equality, as enshrined in the international charters we know by heart.
I believe that discussing these issues is the most compelling reason to convene seminars and it represents a crucial obligation for religious leaders, thinkers, and all free and rational people around the world. Our goal must be to expose this modern plague, identify those responsible, and address the continual violence that stains our world, with lives lost daily as if sacrificed to the idols and false gods of extremism.
A fair observer of the phenomenon of Islamophobia cannot ignore this illogical differentiation or the double standards applied in the global judgment of Islam on one hand, and Christianity and Judaism on the other, despite their all being implicated in the same broad indictment of religious violence and terrorism. While instances of Christian and Jewish extremism have passed quietly and peacefully in the West without tarnishing the image of these two divine religions, their third sibling, Islam, remains all alone in the dock, continuously condemned and with its image tarnished to this day.
Yes, the most egregious acts of Christian and Jewish violence have passed unscathed, with a clear separation maintained between religion and terrorism. Examples include Michael Bray’s bombing of abortion clinics, Timothy McVeigh’s bombing of the Oklahoma federal building, and David Koresh, whose religious teachings led to tragedy in Texas. Not to mention the religious conflict in Northern Ireland and the involvement of some religious institutions in the genocide and rape of over two hundred and fifty thousand Bosnian Muslim men and women.
Distinguished gathering,
What I intend—God knows—from this extensive introduction, perhaps longer than necessary, is not to reopen wounds or ignite disputes between one human and another. This is neither the message of religion, nor of Al-Azhar Al-Sharif, nor of the tolerant East or the rational and civilized West. Rather, my intention is to convey that, if religious institutions in both the East and the West do not collectively confront Islamophobia, it will inevitably extend its reach to Christianity and Judaism sooner or later. By then, it will be too late for the wisdom that says, “I met my fate when the white ox was slaughtered.”
Atheists proclaiming the death of God, promoters of materialist philosophies from the dungeons of Nazism and Communism, advocates for the legalization of drugs, destroyers of the family structure, proponents of ‘social gender’ systems, supporters of abortion rights, allowing individuals to choose their gender whenever they wish, and those pushing for globalization over nationalism and seeking to erase distinctions among peoples after erasing their cultural, historical, and religious characteristics—these calls are growing stronger today, demanding that such authority be vested in the European Union. All these calls are coming powerfully and will first sweep away divine religions, as they are seen as sources of wars; Christianity begot the Crusades, Islam spreads terrorism and bloodshed, and they advocate for nothing less than the eradication of religion from the face of the Earth.
These voices ominously remain silent about the victims of civil wars ignited by atheists and secular extremists in the early and mid-20th century, where religion played no part, even though any elementary student can recount the deaths from modern social doctrines to confirm that ‘history has not recorded, from the days of ignorance till today, even a tenth of the millions of victims killed, exiled, and tortured in the name of false colonial prophecies, none of which has been proven, and which, indeed, have been conclusively shown to be impracticable’.
Distinguished academic gathering,
I believe you will agree with me that simply exonerating religions of terrorism is no longer sufficient, given the grave challenges we face today. We must take another crucial step: applying the principles and ethics of our religions to this turbulent reality. This step, in my view, requires essential preparations, the foremost being the removal of any lingering tensions and suspicions among the leaders and scholars of religion, which now lack any justification. After all, peace cannot be achieved by its advocates if they themselves are not at peace. How can one give what one does not possess? This step can only be realized through mutual acquaintance, which necessitates cooperation and integration, a primarily religious mandate. Islam, to which I proudly belong, reminds us of this in a Quranic verse well-known to both Muslims and Christians due to its frequent citation in various forums:
“O humanity! Indeed, We created you from a male and a female, and made you into peoples and tribes so that you may ‘get to’ know one another. Surely the most noble of you in the sight of Allah is the most righteous among you. Allah is truly All-Knowing, All-Aware” (The Quran, 49:13).
Islam also highlights a fundamental right that Allah has innately bestowed upon humanity, which is the right to freedom and liberation from pressures, especially concerning the freedom of religion, belief, and thought: “Let there be no compulsion in religion.” (The Quran, 2:256); “Had your Lord so willed O Prophet, all ˹people˺ on earth would have certainly believed, every single one of them! Would you then force people to become believers?” (The Quran, 10:99); “You are not ‘there’ to compel them to believe.” (The Quran, 88:22); and “Your duty is only to deliver the message.” (The Quran, 42:48).
Included in the provisions of the letter from the Messenger of Allah, peace be upon him, to the people of Yemen, was the directive that, among other religious texts that uphold the right to freedom and liberation, “If a Jew or a Christian dislikes Islam, they are not to be forced to convert from their religion.”
Al-Azhar, in advocating for the adoption of the concept of ‘citizenship’ over the terms ‘minority’ and ‘minorities’, calls for a constitutional principle that the Prophet of Islam, peace be upon him, applied to the first Muslim community in history—the state of Medina. He established equality among Muslims, both the Migrants [from Makkah] and the Helpers [the hosting community in Madinah], as well as among Jews of all tribes and sects, treating all as equal citizens in rights and duties. Islamic tradition has preserved for us a detailed document in the form of a constitution, a system unknown to history before Islam.
Distinguished gathering,
I have perhaps spoken at length, and I beg your indulgence as your attentive listening encouraged me to share all the concerns and problems mentioned in this paper. In conclusion, I extend my sincere thanks to President Abdel Fattah El-Sisi, President of the Arab Republic of Egypt, who graciously agreed to sponsor this conference in recognition of your significant role in advocating for peace, freedom, citizenship, and coexistence among all people. I also thank our esteemed guests, the attendees, and all the brothers, colleagues, students, and staff who have worked tirelessly to prepare this conference, which I hope meets your expectations. I apologize to our guests, both international and domestic, for any shortcomings on our part in serving you to the fullest.