المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية
- التاريخ: ٣ فبراير ٢٠١٩ - ٤ فبراير ٢٠١٩
- المكان : أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
أولى فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين اهتمامًا كبيرًا بقضايا الحوار والتسامح والإخاء والسَّلام، وقد قدَّم فضيلته للعالم أنموذجًا عمليًّا لتطبيق هذه القِيَمِ الإنسانيَّة على أرض الواقع، عندما أعلن عن تأسيس "بيت العائلة المصرية" الذي يجمع بين المسلمين والمسيحيين في مصر تحت مظلة واحدة؛ بهدف الحفاظ على النسيج الوطني، فضلًا عن دعواته المستمرة في كثير من دول العالم للتعايش والتسامح والإخاء.
وإيمانًا من فضيلته بأنَّ الأديان ما جاءت إلا لتحقيق الخير للبشرية جمعاء، وأنَّ السَّلام يجب أن يَسُود أرجاءَ العالم وينعم به كلُّ بني البشرِ، وأن ذلك لا يتَحقَّق إلا بإرادةٍ قويَّة وإيمان راسخ بهذه الثوابت، وبرغبةٍ صادقةٍ ومسئوليةٍ مشتركةٍ من كل أبناء الأسرة الإنسانية.
وفي زيارة قام بها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين لأخيه البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وعلى مائدة كريمة كان فضيلته ضيفًا فيها على أخيه البابا فرنسيس بمنزله العامر، ولدت فكرة وثيقة الأخوة الإنسانية، حيث ألقى بها أحد الشباب الحاضرين على هذه المائدة المباركة، ولقيت ترحيبًا واستحسانًا كريمًا من قداسة البابا، ودعمًا وتأييدًا من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وذلك بعد حوارات عدة تأمَّلَا فيها أوضاع العالم وأحواله، ومآسي القتلى والفقراء والبؤساء والأرامل واليتامى والمظلومين والخائفين، والفارين من ديارهم وأوطانهم وأهليهم، والتفكير في الذي يمكن أن تقدِّمَه الأديان الإلهية باعتبارها طوق نجاة لهؤلاء التعساء.
وما إن انتهى اللقاء أعلنا معًا عن عقد مؤتمرٍ عالميٍّ في 3-4 فبراير من العام 2019م، تحت عنوان "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية" احتضنته العاصمة الإماراتيَّة أبوظبي، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وعدد كبير من قادة الأديان، ونُخبةٍ من أهم الشخصيَّات الفكريَّة والثقافيَّة والإعلاميَّة من جميع أنحاء العالم؛ بهدف الوصول إلى صيغةٍ مشتركةٍ للتعاون مع مُحبِّي السلام حول العالم من أجل تحقيق الأخوة الإنسانية.
وكان من أبرز مخرجات هذا المؤتمر هو توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية"، بين فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس، وجرى العمل بها لتكونَ إعلانًا مشتركًا عن نوايا صالحة وصادقة من أجل دعوة كلِّ مَن يحملون في قلوبهم إيمانًا بالله وإيمانًا بالأخوة الإنسانية، أن يتوحدوا ويعملوا معًا من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلًا للأجيالِ القادمة يأخذهم إلى ثقافة الاحترام المتبادل.
وحَظِيتْ تلك الوثيقة بإشادات دولية وانتشار واسع، حيث إنها تعد أهم وثيقة تاريخية في العصر الحديث؛ نظرًا لتوقيعها بين أهم وأكبر رمزين دينيين في العالم، فضلًا عن كونها خطوة عملية ومهمة في تعزيز العلاقات الإنسانية، وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين المجتمعات الإنسانية كافة.