الحريَّة والمواطنة .. التنوُّع والتكامل
- التاريخ: ٢٨ فبراير ٢٠١٧ - ١ مارس ٢٠١٧
- المكان : فندق فيرمونت هليوبوليس - القاهرة
بادَرَ فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين في عام 2011م، على إثْرِ بعضِ الأحداث التي هدَّدَتِ الوَحدةَ الوَطنيَّةَ والعَيْشَ المشترَك، إلى إنشاءِ "بيتِ العائلةِ المصريَّة"، ثم تَوالَتِ الوَثائقُ والبياناتُ بين عامي 2011 و2013، التي أكَّدت الاهتمامَ بالرِّسالةِ نفسِها: رسالةِ المواطَنةِ والوَحدةِ الوطنيَّةِ والحريَّاتِ والعَيْشِ المشترَكِ (الإسلامي - المسيحي) في مصر وبَقِيَّةِ الأقطارِ العربيَّةِ.
وفي عام 2014 عندَما عقد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مؤتمرًا عالميًّا ضدَّ التطرُّفِ والإرهابِ، دعا إليه سائر القِياداتِ الدِّينيَّةِ والطوائفِ، وصدَرَ بنهايتِه بيانٌ يَتَضمَّنُ توصياتٍ أكَّد فيها المعانيَ ذاتَها، وهذا كلُّه فضلًا عن دَأَبِ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ شيخِ الأزهرِ رئيسِ مجلس حُكَماءِ المسلِمين على استِقبالِ القيادات الدِّينيَّة المسيحيَّة من مصرَ والعالم، والعنايةِ الفائقةِ بقَضايا العَيْشِ (الإسلاميِّ-المسيحيِّ) في الشرقِ، والسلامِ العالميِّ، خلالَ زياراته للفاتيكان وفرنسا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا وسويسرا، ونيجيريا وإندونيسيا، ولقاءاتِه بالمنظَّمات والهيئات المهتمَّة بالحوار والسِّلم الدولي؛ حيث إن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين كان ينظر في هذا السِّياقِ إلى مُشكِلات العَيْشِ والتنوُّعِ والاختِلافِ الدِّينيِّ والثقافيِّ بمنطِقِ القِيَمِ وليس بمنطق القِلَّةِ أو الكَثرةِ، ويَعتبر أنَّ هناك هواجسَ مشتركةً ومخاوفَ وتوجُّهاتٍ أظهرَتْها أحداثُ السنواتِ الماضية، وهي تستَدعِي التفهُّمَ والإصغاءَ والتشاوُرَ المشتركَ والمعالجةَ من مواقعِ الحرصِ والمسئوليَّةِ.
وفي السنواتِ الماضيةِ أيضًا قامت جهاتٌ مسيحيَّة؛ مثل: مجلسِ أساقفةِ الشرقِ، وهيئاتٍ مسئولةٍ من فلسطينَ ومصرَ، ومجلسِ كنائسِ الشرق الأوسط - بمُبادراتٍ إيجابيةٍ في مجالاتِ العَيْشِ والانتماءِ المشترَكِ، وهي بياناتٌ وإعلانات دالَّةٌ على الإرادةِ الطيبةِ التي تَحدُو شُرَكاءَ هذا العيشِ التاريخيِّ إلى المبادَرة بِرُوحِ المسئوليَّةِ والحِرصِ على اجتماعِنا العربيِّ والمشرقيِّ والإنسانيِّ الجامعِ في الحاضرِ والمستَقبَلِ.
واستجابة لدعوة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى ضرورة معالجة التَّحديات التي تعيق الجهود الهادفة إلى تعزيز نشر قيم التسامح والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، نظَّمَ مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع الأزهر الشريف، مؤتمرًا بعنوان: "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل" الذي عُقِدَ في العاصمة المصريَّة القاهرة بالفترة من 28 فبراير حتى 1 مارس 2017، بحضور عددٍ كبير من قادة الأديان ورموزها والعلماء والمفكرين والمثقفين.
وقد هدف المؤتمر إلى بحث قضايا المواطنةِ والحريَّاتِ والتنوُّعِ الاجتماعيِّ والثقافيِّ، والأبعاد المشرقيَّة والعالميَّة للتجربة العربيَّة الإسلاميَّةِ والمسيحيَّةِ في العَيْشِ المشترَكِ والمُتنوِّعِ، وقضايا هذا العَيْشِ ومُشكِلاته وتحدياته.