أخبار

image
"جهود المؤسسات العلمية في خدمة التراث الكلامي بالعصر الحديث" ..  في ندوة ثقافية بجناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الرباط الدولي للكتاب

١١ مايو ٢٠٢٤

مدير مركز الحكماء لبحوث السلام: مجلس حكماء المسلمين يُولي اهتمامًا كبيرًا بالتراث الإسلامي باعتباره مكونًا أساسيًّا للهوية الفكرية للأمة

الباحث بمكتب إحياء التراث الإسلامي بمشيخة الأزهر الشريف: فضيلة الإمام الطيب وضع معالم رؤية مهمة في مجال تقريب التراث الكلامي

نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الرباط الدولي للكتاب بدورته الـ29،  ندوة ثقافية بعنوان :"آفاق خدمة التراث الكلامي في العصر الحديث من خلال جهود المؤسسات العلمية"، قدمها كلٌّ من الدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، والدكتور محمد جمال، الباحث بمكتب إحياء التراث الإسلامي بمشيخة الأزهر الشريف.

وفي بداية الندوة، قال د. سمير بودينار، إنَّ مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، يولي اهتمامًا كبيرًا  بالتراث الإسلامي وإعادة إحيائه في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن خدمة التراث تعد خطوة أساسية ينطلق منها التفكير في الوقت الراهن في عالم المسلمين وجميع امتدادات مساحات المعرفة الإنسانية، موضحًا أن الحديث عن التراث الاسلامي بشكل عام، هو حديث عن مكونٍ أساسيٍّ في الهوية الفكرية للأمة الإسلامية، من منطلق كونها أمة تعيش تراثها، وتنتمي إليه، وهو مؤثر أساسي في نمط تفكيرها عبر العصور.

 وأوضح مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، أنَّ مهمة إحياء هذا التراث الكلامي،  واخراجه، والتعريف به، وقراءته قراءة معرفية ومنهجية متكاملة، وفق الأدوات المهمة التي يتيحها العصر، لا يزال يمثل تحديًا يواجه المؤسسات العلمية والنخب الفكرية، والقيادات العلمية في الوقت الراهن، لافتًا الى أن التراث الكلامي يتناول قضايا جوهرية، من قبيل قضايا الاعتقاد، وقضايا "الفقه الأكبر"، وقضايا علم الكلام، والمقولات الكبرى التي توجه التفكير والسلوك.

من جانبه، قال الدكتور محمد جمال، إن فضيلة الامام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وضع معالم رؤية مهمة في مجال تقريب التراث الكلامي لعقول الناشئة في جميع المجالات، سواء في العلوم الكلامية، أو العلوم الفقهية، أو العلوم اللغوية، مشيرًا إلى أن فضيلته، يحرص كل الحرص على أن يتعرف الطلاب عند التحاقهم بالأزهر الشريف، على التراث الكلامي، الذي خلَّفَه العلماء الأجلاء الأوائل، ليظل ميراثًا يحمله جيل بعد آخر، وكذلك تجديد علم الكلام من خلال التأسيس لرؤية نابعة من ضرورة أن يحتوي علم الكلام على المسائل التي أثيرت بعد هذا الزخم التراثي الكلامي الكبير، والتي قد تغيب مفرداتها عن مفردات العلماء السابقين.

وأضاف الباحث في مكتب احياء التراث الإسلامي بمشيخة الأزهر الشريف، أن الكتابات في أصول علم الكلام التي أبرزها كتابات فضيلة الامام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، التي تطرق فيها إلى أصول نظرية العلم عند الامام الأشعري، يقصد به دراسة علم الكلام من أجل تصحيح الاعتقاد، و معالجة الشبهات التي تطرأ على الأمة الإسلامية، أو ما سماه فضيلة الإمام الطيب "أزمة المسلم المعاصر"، مشيرًا إلى أن توظيف علم الكلام في معالجة الواقع، والشبهات التي تطرأ على الساحة الإسلامية، هي الغاية من دراسة هذا العلم. 

جديرٌ بالذكر أن مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاص في معرض الرباط الدولي للكتاب؛ يقدِّم فيه أكثر من 220 إصدارًا بـ 5 لغات مختلفة، منها 22 إصدارًا جديدًا، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الجلسات النقاشية والثقافية بمشاركة نخبة من العلماء والمفكِّرين والأدباء والمثقفين والأكاديميين وأساتذة الجامعات، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار و التسامح والتعايش الإنساني؛ حيث يقع جناح المجلس بالمعرض بجناح رقم C 18 بحي السويسي بالعاصمة المغربيَّة الرِّباط.