أخبار

image
جناح الأديان في COP29 يناقش بجلسات اليوم الثالث دور الإيمان والعلم في تحقيق العدالة المناخية وسبل تعزيز التكيف مع تغيرات المناخ

١٥ نوفمبر ٢٠٢٤

شَهِدَ اليوم الثالث من فعاليات جناح الأديان في مؤتمر الأطراف COP29 سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشية التي جمعت بين قادة دينيين وخبراء علميين وصنَّاع سياسات، ركَّزت على التحديات التي يفرضها تغير المناخ وسبل تعزيز التعاون بين الإيمان والعلم لمواجهتها، كما تناولت دور المجتمعات الدينية في دعم جهود التكيف المناخي، وأهمية تحقيق العدالة المناخية لمساعدة الفئات الأكثر هشاشة والأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، كذلك تأثير النزاعات والصراعات على جهود التكيف، وضرورة إيجاد  الحلول الشاملة التي تربط بين استعادة الطبيعة وتعزيز التماسك الاجتماعي.

وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية اليومية للجناح، قال سعادة السفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لرئاسة مؤتمر COP28، إنَّ قادة الأديان يقدمون نموذجًا يحتذى به، لا سيما في وقت تزداد فيه أهميَّة قيم التسامح والاحترام المتبادل والكرامة، خاصة لحماية الأرض بيت الإنسانية المشترك، موضحًا أن إتاحة الفرصة للقادة والمؤسسات الدينية في COP28، من خلال إنشاء أول جناح للأديان في تاريخ مؤتمرات الأطراف، كانت خطوة استثنائية وفريدة من نوعها؛ حيث يشكل هذا الجناح في هذا المؤتمر ومؤتمرات الأطراف المستقبليَّة منصة عالمية للحوار بين قادة الأديان والعلماء وصنَّاع السياسات والشباب وممثلي الشعوب الأصلية. 

من جانبه، قال اللورد ألوك شارما، رئيس مؤتمر COP26، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، إنَّ العالم يعيش حالة من عدم اليقين، لكن هناك ثلاث حقائق مؤكدة، وهي: تفاقم تغير المناخ، التدفقات النقدية السلبية، الحاجة الماسة إلى مزيد من التمويل لدعم الدول النامية، مشيرًا إلى أن دور قادة الأديان محوريًّا ضمن جهود العمل المناخي العالمي، موضحًا التعاون بين العلم والدين لتحقيق الحياد المناخ والحد من تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية يمثل ضرورة ملحة، وهناك العديد من الجهود التي بُذلت في مؤتمرات COP26 وCOP27 وCOP28 لتحقيق هذا الهدف.
كما أكَّد المشاركون في الجلسة النقاشية الأولى التي عقدت بعنوان: "العدالة المناخية الشاملة من أجل الجميع" أهمية تبني نهج شامل في تحقيق العدالة المناخية لتحسين حياة المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، مُشيرًا إلى ضرورة تخصيص التمويل اللازم للمشروعات المناخية بما يضمن أن تصل الموارد إلى مَن هم في أمس الحاجة إليها، واستعرض المشاركون أيضًا بعض المبادرات العالمية الرامية إلى تحقيق العدالة المناخية، والأثر الإيجابي لهذه الجهود في تمكين المجتمعات الضَّعيفة من التكيف مع التغيرات المناخية والتعافي من آثارها. 

فيما أشار المتحدثون في الجلسة النقاشية الثانية بالجناح التي عُقِدَت بعنوان:"كسر الحواجز: تجاوز حدود التكيف، كيفية معالجة الخسائر والأضرار من خلال العمل المناخي الشامل والمبتكر"، إلى أنَّ الخسائر والأضرار الناتجة عن تغير المناخ هي تلك الآثار السلبية التي لا يمكن تجنبها عبر التَّخفيف أو التكيف، وشدَّدوا على أهمية التخفيف كونه ركيزة أساسية للحد من تصاعد التأثيرات المستقبليَّة للمناخ، كما أوضحوا  أهمية تطوير نظام فعال لرصد وتقييم الخسائر والأضرار بهدف استخلاص أفضل الممارسات ووضع معايير لتقديم استجابة مستقبلية فعالة للتداعيات المناخية.

وفي الجلسة النقاشيَّة الثالثة التي كانت بعنوان:"العمل المناخي أداة لحل النزاعات داخل المجتمعات المتعددة الأديان"، أكَّد المتحدثون أن تغير المناخ يمكن أن يتسبب في حدوث أزمات وصراعات، مشيرين إلى أن المجتمعات الرعوية التي كانت تنتقل موسميًا بين الشمال والجنوب لرعي الماشية وزراعة المحاصيل أصبحت تواجه صعوبات نتيجة عدم استقرار الفصول المناخية، مما يؤدِّي إلى نشوب نزاعات بين المزارعين والرعاة على الموارد الزراعية، مما يتطلَّب دمج المساعدات الإنسانية مع العدالة المناخية لدعم المجتمعات المتضررة، وضمان استدامة الحياة الزراعية التي فقدت بسبب الحروب.

وفي حوار بين المشاركين في الجلسة النقاشية الرابعة التي عُقدت بعنوان: "دور الأديان والعلم في مفاوضات المناخ"، أكَّدوا أهمية تضافر الجهود بين الإيمان والعلم في مفاوضات المناخ، وضرورة تعزيز دور المجتمعات الدينية في توجيه السلوكيات نحو التعامل المسؤول مع تغير المناخ؛ حيث يمثل الأشخاص المتدينون حوالي 85% من سكان العالم، مشيرين إلى أنَّ القيم المشتركة بين الأديان، مثل العدالة والسلام والرعاية، يجب أن تكون أساسًا لمساءلة صنَّاع السياسات على أفعالهم تجاه المناخ.


في الجلسة الأخيرة لليوم الثالث التي جاءت تحت عنوان: "التكيف والتماسك الاجتماعي: كيفية استعادة الطَّبيعة والإيمان من أجل التحول المناخي الناجح"، أكَّد المشاركون على الأهمية البالغة للتكيف مع آثار تغير المناخ، خاصة في البلدان التي تعيش في مواجهة مباشرة مع مخاطر المناخ وتواجه أيضًا تحدياتٍ كبيرةٍ بسبب النزاعات. لافتين إلى أنَّ التكيف التحويلي يُعتبر موضوعًا حيويًّا يتطلب نقاشًا جادًّا ومستمرًّا في المحافل الدولية؛ بهدف ضمان تنفيذ التكيف بشكل ملموس وفعَّال على أرض الواقع؛ حيث إن 70% من الدول الأكثر تعرضًا لتغير المناخ تُعد أيضًا من بين الأكثر هشاشة على مستوى العالم، مما يجعل تغير المناخ عاملًا مضاعفًا يزيد من تعقيد النزاعات والصراعات القائمة، ويعزِّز الحاجة إلى حلول شاملة تربط بين التكيف المناخي وتعزيز التماسك الاجتماعي.