أخبار

image
مجلس حكماء المسلمين ينظّم ندوة حول “الحوار الإسلامي – الإسلامي” في معرض أمريكا الدولي للكتاب العربي

٦ مايو ٢٠٢٥

 

الإمام محمد مرديني، مدير المركز الإسلامي الأمريكي في مدينة ديربورن: نستلهم مبادئ "نداء أهل القبلة" في إطلاق مبادرات الحوار والتعايش في مواجهة الخطاب الطائفي الذي تروّج له بعض المنصات الإعلامية

الإمام أحمد صبحي مصطفى، الباحث المقيم في مدينة كانساس سيتي وعضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف: "نداء أهل القبلة" يذكّرنا بأن قِبلتنا الواحدة هي رمز وحدتنا رغم اختلافاتنا وأن الله تعالى أراد لهذا التنوع أن يكون مصدر غنى لا فرقة


نظّم جناح مجلس حكماء المسلمين، في معرض أمريكا الدولي للكتاب العربي، ندوة نوعية بعنوان “الحوار الإسلامي – الإسلامي: قراءة في نداء أهل القِبلة”، وذلك بمشاركة كلٌّ من الإمام محمد مارديني، إمام ومدير المركز الإسلامي الأمريكي في ديربورن، والإمام أحمد صبحي مصطفى، الباحث المقيم في مدينة كانساس سيتي وعضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حيث قدّما رؤى معمّقة حول أهمية الحوار في مواجهة الانقسام وتعزيز الهوية الإسلامية الجامعة.

واستندت الندوة إلى مخرجات مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي، الذي نظّمه مجلس حكماء المسلمين بالشراكة مع الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مملكة البحرين خلال فبراير ٢٠٢٥، وسلطت الضوء على “نداء أهل القِبلة” بوصفه ميثاقًا للوحدة والتضامن بين المذاهب الإسلامية، ومسارًا نحو تعزيز التفاهم المشترك بين المسلمين حول العالم. 

وفي كلمته، أكّد الإمام محمد مارديني، مدير المركز الإسلامي الأمريكي في مدينة ديربورن ، أن مدينة ديربورن تُشكّل نموذجًا يُحتذى به في الوحدة الإسلامية، وتطبيقًا عمليًا لمبادئ “نداء أهل القِبلة” في تعزيز التماسك المجتمعي. وأضاف قائلاً: “في ديربورن، نُجسّد نداء أهل القِبلة من خلال العمل على وحدة المسلمين من مختلف المشارب تحت مظلة إيمان واحد، كما أمرنا الله تعالى في قوله: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا". وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، بنينا مجتمعًا يحتضن الجميع، حيث تفتح المساجد أبوابها للجميع دون تمييز. وقد استلهمنا هذا الميثاق في مواجهة الخطاب الطائفي الذي تروّج له بعض المنصات الإعلامية، وذلك من خلال إطلاق مبادرات للحوار وتنظيم فعاليات دينية مشتركة تُعزّز التعايش، وتعكس حقيقة الإسلام السمحة التي يمكن أن تُلهم مجتمعاتنا في العالم الإسلامي.”

من جانبه، أكد الإمام أحمد صبحي مصطفى على الأبعاد العالمية لميثاق “نداء أهل القِبلة” في مكافحة التطرف وتعزيز التعاون بين مكوّنات الأمة، لا سيّما في البيئات التي تشهد تنوعًا ثقافياً وعرقيًا كالولايات المتحدة. وقال: “إن نداء أهل القِبلة، الذي أطلقه فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، يذكّرنا بأن قِبلتنا الواحدة هي رمز وحدتنا رغم اختلافاتنا، وأن الله تعالى أراد لهذا التنوع أن يكون مصدر غنى لا فرقة. وفي أمريكا، حيث تنتشر الصور النمطية والانقسامات السياسية، ينبغي علينا أن نتحاور مباشرة ونتجاوز التصورات المسبقة. الميثاق يدعونا إلى نبذ التطرف وتفعيل الحوار، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم". ومن خلال المؤتمرات والحوارات المشتركة، يمكننا أن نُقدّم صورة موحّدة للإسلام في هذا المجتمع، ونؤدي دورنا في بناء الجسور ومواجهة كل مظاهر الفرقة والانقسام.”

وسلّطت الندوة الضوء كذلك على دور الإعلام والتبادل الثقافي في ترسيخ قيم الوحدة الإسلامية، داعيةً إلى إطلاق مبادرات مجتمعية مستلهمة من “نداء أهل القِبلة”، وخلق منصات حوارية تُسهم في بناء وعي مشترك. وقد شهدت الندوة تفاعلًا لافتًا من الحضور من الباحثين وممثلي المجتمع المحلي، وذلك ضمن مشاركة المجلس في النسخة الأولى من معرض أمريكا الدولي للكتاب العربي، الذي يُقام في مركز فورد المجتمعي للفنون الأدائية في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأمريكية.