المشاركون في الجلسة الثانية بمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي يؤكدون على دور العلماء في تعزيز التفاهم والتعايش المشترك
المشاركون في الجلسة الثانية بمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي يؤكدون على دور العلماء في تعزيز التفاهم والتعايش المشترك
فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي جمهورية مصر العربية: المواطنة هي دعوة للتعارف وتحقيق العدالة ومد جسور المحبة بين مختلف الأطياف
العلامة السيد علي الأمين : يجب العمل على تعزيز ثقافة المواطنة والعدل والمساواة بين أبناء الأمة
علي عبد الصاحب الحكيم، الأمين العام لمؤسسة الإمام الحكيم: الاختلاف الفقهي هو حقيقة فطرية لا ينبغي أن تتحول إلى سبب للصراع أو العنف
أكد علماء ومفكرون من مختلف الدول الإسلامية ضرورة تعزيز ثقافة التفاهم والتسامح بين المذاهب، مشيرين إلى أن العلماء والمرجعيات الدينية يقع على عاتقهم دور محوري في تجاوز عوائق التفاهم ومد جسور التواصل بين أتباع المذاهب الإسلامية، وذلك خلال الجلسة الثانية لمؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي: "أمةٌ واحدةٌ.. مصيرٌ مشترك"، التي عُقدت بمشاركة عدد من الشخصيات الدينية والفكرية البارزة، وأدارها الدكتور عبدالله بن إبراهيم الشريكة، مدير مركز تعزيز الوسطية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، وعضو مجلس الحكماء التنسيقي الأوروبي (آمال).
وفي كلمته خلال الجلسة، أوضح العلَّامة السيد علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن اختلاف العلماء في الرأي لم يكن يومًا سببًا للخلاف بين أتباعهم، بل إن التوظيف السياسي لهذا التنوع هو ما يؤدي إلى الانقسامات الحادة. مؤكدًا ضرورة تعزيز ثقافة المواطنة والعدل والمساواة بين أبناء الأمة، مشيرًا إلى أن تأسيس معاهد دينية مشتركة بين المذاهب سيسهم في ترسيخ قيم الوحدة الإسلامية والتسامح.
بدوره، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن "المواطنة" ليست كما يصورها البعض فكرة غربية وافدة تتعارض مع روح الإسلام، بل إنها في الحقيقة دعوة للتعارف، وتحقيق العدالة، ومد جسور المحبة بين مختلف الأطياف. وقد جسد النبي ﷺ هذا المفهوم في وثيقة المدينة، التي اعترفت بالهويات المتعددة وأتاحت لكل جماعة مكانها ضمن دولة واحدة.
كما قدم فضيلته عددًا من المقترحات لمواجهة المشاكل والتحديات التي تعاني منها الدول الإسلامية، مثل تراجع الثقة المجتمعية بسبب الخطابات الطائفية والتعصبات المذهبية، مشيرًا إلى أهمية تأسيس رابطة عالمية مستقلة لتوحيد جهود التقريب بين المؤسسات، وتعزيز التفاهم والمواطنة، وضمان استقلاليتها عن الأجندات الطائفية، فضلًا عن تعزيز العمل الإنساني المشترك بين الطوائف الإسلامية في مجالات الإغاثة ومكافحة الفقر والجهل، لترسيخ الوحدة والانتماء.
من جانبه، أشاد فضيلة الشيخ الخليفة محمد المدني تال، باستضافة مملكة البحرين لمؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي، منوهًا بدور جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، في كافة المبادرات التي تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، واحترام التعددية، ودعم الحريات والممارسات الدينية.
بدوره، شدد سماحة الدكتور علي عبد الصاحب الحكيم، الأمين العام لمؤسسة الإمام الحكيم، على أهمية إدراك أن الاختلاف الفقهي هو حقيقة فطرية لا ينبغي أن تتحوَّل إلى سبب للصراع أو العنف، وضرورة فهم المختلف ثقافيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا، من خلال التعرف على المناحي الثقافية والفكرية والاجتماعية والمشارب المذهبية ولو بالحد الأدنى من الأنس الذهني بالمذاهب الأخرى.
كما أكد الأستاذ الدكتور سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى بالمغرب، وأستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان، ضرورة عودة العلماء إلى دورهم الحقيقي في تحقيق التفاهم بين المذاهب، من خلال التركيز على المشتركات الدينيَّة والأصول المتفق عليها، بدلًا من التركيز على الجزئيات الخلافية.
وتستضيف مملكة البحرين يومي 19 و20 فبراير الجاري، النسخة الأولى من مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، الذي ينعقد برعاية كريمة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، ونخبة من علماء الأمة، وينظمه الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين، ومجلس حكماء المسلمين.