مجلس حكماء المسلمين يشارك في فعاليات منتدى أستانا الدولي
شارك مجلس حكماء المسلمين، في فعاليات منتدى أستانا الدولي (AIF)، الذي تستضيفه العاصمة الكازاخية أستانا، تحت شعار: ” التقارب الفكرى وصناعة المستقبل”، وذلك في الفترة من 29 : 30 مايو الجاري، بمشاركة واسعة من القادة وصنَّاع القرار من مختلف أنحاء العالم، ويهدف إلى تعزيز الحوار الدولي والتعاون متعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية المعقدة التي تتطلب تنسيقًا مشتركًا واستجابات شاملة.
وأكَّد المجلس خلال مشاركته في جلسة بعنوان: "تحدي الابتكار: جعل العمل المناخي مجديًا للجميع"، أن وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، والراحل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، في أبوظبي عام 2019، تنادي بقيم السلام، والعدل، والتضامن، واحترام الإنسان للبيئة، وترتكز على المبادئ الأخلاقية والروحية المشتركة بين الأديان.
وأضاف أن جميع الأديان تحثُّ على احترام الطبيعة، وعدم الإفساد في الأرض، وتحمل المسؤولية تجاه الخليقة، وهذه ليست فقط مبادئ روحية، بل هي أسسٌ يمكن أن تشكل مرجعًا أخلاقيًّا عالميًّا لدعم جهود العمل المناخي، مشيرًا إلى أن دور قادة الأديان في هذا المجال لا يقتصر على الإرشاد الوعظي، بل يتعداه إلى تحفيز الضمير الإنساني وتعزيز الشعور بالمسؤولية الجماعية وحشد المجتمعات وتعبئتها لتبنِّي أنماط حياة أكثر استدامة.
وعمل مجلس حكماء المسلمين على تعزيز دور قادة ورموز الأديان في مواجهة تحدي المناخ من خلال مجموعة من المبادرات الرائدة مثل تنظيم القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ في أبوظبي، التي توِّجت بإطلاق وثيقة "نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك من أجل المناخ" التي وقَّعها 30 من أبرز قادة ورموز الأديان حول العالم، وفي مقدمتهم الإمام الطيب والبابا فرنسيس، وكذلك تنظيم جناح الأديان في COP28 بدبي، وذلك لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، الذي أسفر نجاحه اللافت عن تنظيم النسخة الثانية في COP29 في باكو بأذربيجان، الذي مثل منصة عالمية للحوار بين الأديان الذين حشدوا أصوات القادة الدينيين في مواجهة تحدي المناخ.
وأشار إلى أن قادة الأديان والمجتمعات المحلية في كازاخستان يمكن أن يضطلعوا بدور جوهري في دعم الاستدامة والمرونة، من خلال تفعيل الخطاب الديني والأخلاقي لتعزيز الوعي البيئي وربط حماية البيئة بالإيمان والمسؤولية أمام الله والمجتمع، بالإضافة إلى دمج مفاهيم الاستدامة في الأنشطة المجتمعية، سواء في المدارس، أم دور العبادة، أم المبادرات المحلية، مما يجعل العمل المناخي جزءًا من الثقافة اليومية، وكذلك من خلال تقديم القدوة، فحين يرى الناس رجال الدين والقيادات المجتمعية يلتزمون بأنماط حياة مستدامة، فإن ذلك يُلهمهم للسير على خطاهم، بالإضافة إلى بناء الشراكات مع الشباب والمجتمع المدني، فالتحوُّل السلوكي يحتاج إلى تواصل عابر للأجيال، وإلى استخدام وسائل فعالة في التوعية، خاصة في العصر الرقمي، مؤكدًا أن الاستدامة تبدأ من الإيمان بقيمة الإنسان والطبيعة، وكما علمتنا الأديان، فإن إصلاح الأرض لا يتم إلا بإصلاح النفس، وتزكية الضمير، والتعاون على الخير المشترك.