أخبار

image
بمشاركة مجلس حكماء المسلمين .. أديان من أجل السَّلام تدعو لوقف إطلاق النَّار في غزة وحماية المدنيين

٢ أغسطس ٢٠٢٥

 

شارك سعادة المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، في اجتماع المجلس العالمي لمنظمة أديان من أجل السلام، الذي انعقد بمدينة إسطنبول في تركيا، وذلك بمشاركة عددٍ من أبرز القيادات والمؤسَّسات الدينيَّة حول العالم، لمواجهة التحديات العالمية الملحَّة، بما يشمل الصراع وصور عدم المساواة والتدهور البيئي والصِّحة والأوبئة والظلم، وذلك من خلال الحوار والتعاون والعمل المنسَّق المستند إلى القيم الروحية والأخلاقية والمبادئ الإنسانية المشتركة.

وفي كلمته، أعرب المجلس عن تقديره للدور الذي تقوم به منظمة أديان من أجل السلام، في استلهام عطاءات الأديان في سبيل تعزيز قيم السَّلام والتَّعايش المشترك، مؤكدًا أن هذا الاجتماع يأتي في لحظة فارقة من تاريخ الإنسانيَّة؛ حيث تعصف بالعالم أزمات متراكبة، منها: الديون الخانقة، والاختلالات البيئيَّة الخطيرة، والصراعات الممتدة، وأخطرها ربما، هذا التحدي الخفي الظاهر، المتمثل في الذكاء الاصطناعي، بكل ما يحمله من فرص كبرى واختلالات كذلك تمسُّ وعي الإنسان وكرامته، وتتطلَّب من القيادات الدينية -أن تُعيد طرح السؤال الجوهري: ما معنى أن نكون بشرًا في هذا العالم؟ وما مقتضيات هذه المسؤولية؟

وأضاف المستشار عبدالسلام، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس المشارك لمنظمة أديان من أجل السلام، أنَّ المنظمة ظلَّت منذ أكثر من خمسة عقود صوتًا جليًّا للضمير الإنساني، ومنبرًا للحوار، وجسرًا للتفاهم، وفضاءً للعمل المشترك، وهي اليوم مدعوة للانتقال من دور “التحذير الأخلاقي” إلى دور “الاقتراح العملي”، ليس تذكيرًا بالقيم فحسب، بل ترجمة لتلك القيم إلى نماذج قابلة للتطبيق في السياسات العامة، والتَّعليم، والحوكمة الاقتصادية، والتقنية، وغيرها.

وأوضح أنَّه في هذا السياق، فإنَّ مبادرة “الازدهار المقدَّس المشترك” تُمثِّل تحولًا نوعيًّا حقيقيًّا؛ إذ تسعى إلى إعادة تعريف مفاهيم الرفاه والتنمية، بما يتجاوز المؤشرات الاقتصاديَّة المجردة، نحو رؤية تُعلي من كرامة الإنسان، وانسجامه مع الآخر، وتوازنه مع البيئة لتحقيق الاستدامة، وتكامله مع الروح، وهي مبادرة نرى في مجلس حكماء المسلمين أنَّها يجب أن تُفعَّل عبر آليات تنفيذيَّة واضحة.

كما أضاف أنَّه يأتي في مقدمة هذه الآليات التَّنفيذيَّة إنشاء مجالس وطنيَّة متعددة الأديان للرفاه المشترك، بالإضافة إلى دعم برامج تعليميَّة مشتركة، تجمع بين الفلسفة الدينيَّة والأخلاقيات التقنية، وتطوير ميثاق عالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بمشاركة المجتمعات الدينية، يُشكِّل مرجعًا أخلاقيًّا ملزمًا أمام الهيئات الدولية والشركات الكبرى، وهو ما يعمل عليه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان من أجل إطلاق وثيقة مشتركة حول أخلاقيَّات الذكاء الاصطناعي.
 
ودعا المستشار عبد السلام إلى تشكيل تحالف عالمي بين الأديان لإعادة هيكلة الديون، خاصة ديون الدول الأكثر فقرًا، يستند إلى مبادئ العدالة والرحمة، ويؤثر في سياسات المؤسسات المالية الدولية لإعادة النظر في برامجها الخاصة بالديون، الَّتي تخلف آثارًا مجحفة على شعوب كاملة عبر العالم، لافتًا إلى أن أزمة الديون التي تخنق دولًا بأكملها ليست مجرد قضية اقتصادية، بل أخلاقية وإنسانية تتطلب تكاتف الجميع لمواجهتها. 
 
وختم كلمة المجلس بتأكيد أن القيادات الدينية ليست فقط أصواتًا روحية، بل شُركاء في صياغة المستقبل، وأن علينا مسؤولية مزدوجة: أن نكون حماة للقيم، وأن نكون شركاء في البناء كذلك؛ لذا فإننا يجب علينا أن نعمل معًا من أجل عالم تسوده الكرامة، ويحكمه العدل، ويزدهر بالتعاون، وتتجلَّى فيه إرادة الله في الخير والسلام.

ودعا البيان الختامي للاجتماع إلى ضرورة وقف إطلاق النار في غزَّة، والعمل على إنهاء الحروب والصراعات وإحلال السلام والتَّنمية، وتعزيز دور المرأة والشباب في مواجهة التحديات العالمية، وتأكيد دور القادة الدينيين في نشر قيم السلام والتعايش. وتأتي هذه المشاركة من مجلس حكماء المسلمين في إطار رسالته وجهوده الهادفة لتعزيز السِّلم ونشر قيم الحوار والتسامح والأخوة الإنسانية.

صور :