سعادة المستشار محمد عبد السلام
الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.
الأمين العام لجائزة زايد للأخوة الإنسانية.
عضو مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف وخريج جامعة الأزهر الشريف.
رئيس مشارك- منظمة أديان من أجل السلام.
عضو مجلس أمناء مركز الملك حمد للتعايش السلمي بمملكة البحرين
عمل أمينًا عامًّا للجنة العليا للأخوة الإنسانية لمدة 4 سنوات.
شارك في إعداد وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقعها كلٌّ من قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بأبوظبي، في الرابع من فبراير 2019.
منحه قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وسام الفروسية البابوي "قائد مع نجمة" تكريمًا لجهوده في نشر ثقافة التسامح والحوار بين الأديان. وهو أول عربي مسلم يُمنح هذا الوسام الرفيع من رئيس الكنيسة الكاثوليكية.
منحه رئيس كازاخستان قاسم جومارت توقايف “وسام أستانا” تقديرًا لجهوده في تعزيز الأخوة الإنسانية والحوار بين الأديان والثقافات.
قلَّده رئيس كازاخستان وسام "شفاعة" وذلك تقديرًا لجهوده في تعزيز العلاقات بين الأديان والحوار والأخوة الإنسانية
منحته جامعة العلوم الإنسانية والقانون (KAZGUU) بكازاخستان، في نوفمبر 2022 ، درجة الأستاذية الفخرية تقديرًا لجهوده في العمل على تعزيز التعايش والحوار والأخوة الإنسانية.
منحتْه جامعة أوراسيا الوطنية بكازاخستان، في يونيو 2023، درجة الأستاذية الفخرية؛ تقديرًا لجهده الدؤوب في نشر قيم الحوار والتسامح والإخاء والتعايش الإنساني وتعزيزها.
منحته جمهوريَّة أوزبكستان "وسام التَّسامح الديني"، تقديرًا لجهوده في تعزيز الحوار والعلاقات بين أتباع الأديان، وهي المرة الأولى التي يُمنحُ فيها هذا الوسام رفيع المستوى لشخصيَّةٍ من خارج أوزبكستان.
منحه وزير داخلية دولة الإمارات العربية المتحدة "وسام خدمة المجتمع" تقديرًا لالتزامه وتأثيره الإيجابي في مجال تعزيز الأمن في المجتمعات.
شارك في كتابة الدستور المصري في اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور المصري وتعديله عامي 2012 و2013 وشارك في صياغة عدد من وثائق الأزهر الشريف في الفترة ما بين 2011 و2018.
منحه رئيس المحكمة الدستورية العليا بجمهورية مصر العربية وسام المحكمة الدستورية تقديرًا لتمثيله المشرف للقضاء المصري خلال فترة عمله بالأزهر ولجنة كتابة الدستور.
على طريق الأخوة الإنسانية
منذ نشأة الدعوة الإسلامية قبل 14 قرنًا من الزمان، لم يتوقف الإسهام الحضاري للمسلمين والتفاعل مع العالم الذى يعيشون فيه، سواء كان هذا الإسهام مؤسسياً عبر دول وممالك وحواضر قدمت للعالم تجربتها الحضارية التي ما زالت آثارها باقية فى الشرق والغرب حتى الآن، أو كأفراد تركوا أثرًا وافيًا في مسيرة العلوم والفلسفة والأدب، ساهم بنصيب وافر في ما حدث لهذه العلوم من تراكم، وبُني عليه الكثير مما لحق بها من تطور. لكن الكثير من حقائق هذه الأمور غاب فى زماننا هذا -بفعل تشويش وتشويه ممنهج- عن أذهان الكثير من المسلمين قبل غيرهم، وتوازى مع هذا التشويش والتشويه ممارسات مخططة مسبقًا قدمت للعالم عن الإسلام والمسلمين أسوأ صورة، وتلقفتها كيانات كبرى عمدت إلى تأصيل هذه الصور السلبية عن المسلمين وعقيدتهم، حتى بات المسلمون مدفوعين إلى الانعزال عن عالمهم أو القبول بالتخلِّي عن هويتهم، فرارًا من الاستهداف والمعاداة. وفي لحظة شديدة القتامة تعرضت سمعة الإسلام والمسلمين إلى أكبر حملة تشويه مدعومة بلقطات التفجير والقتل والإرهاب، لتصرف أنظار العالم عن معاناة المسلمين فى بقاع كثيرة من العالم -وعلى رأسها فلسطين الحبيبة- من القمع والقهر والاحتلال والتمييز، كان لا بد أن يستشعر حكماء هذه الأمة تلك اللحظة دون مبالغة في الخوف أو التهوين، ودون إنكار لأزمة أو استسلام لانطباع. كان ذلك في اليوم الواحد والعشرين من رمضان عام 1435 هـ، الذي وافق التاسع عشر من يوليو من عام 2014م، حين اجتمعت كوكبة من علماء المسلمين ومفكريهم تحت رئاسة إمام المسلمين الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لتأسيس مجلس حكماء المسلمين، بصفته هيئة دولية مستقلة تهدف إلى توحيد الجهود في لمِّ شمل الأمَّة الإسلاميَّة، واستعادة الإسلام نفسه من مختطفيه الذين يلوون عنق نصوصه لخدمة تشددهم، أو أولئك الذين يقللون من حجيَّة أحكامه لخدمة تفلتهم ومساعيهم لتذويب هوية المسلمين.
جمع المجلس ثلَّة من علماء الأمَّة الإسلاميَّة وخبرائها ووجهائها ممَّن يتَّسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطيَّة، بهدف المساهمة في تعزيز الحوار الإسلامي – الإسلامي، وبناء السِّلم في المجتمعات المسلمة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام والتَّشرذم، واستعادة صورة الإسلام الوسطي الحقيقية، الداعمة لكل قيمة إنسانية.. من قيمة الحياة نفسها إلى قيم التنوع وحرية المعتقد والمواطنة والعيش المشترك. عمل المجلس بجدية منذ البداية ارتكازًا على فكر ومنهج الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين على عدة محاور، كان أهمها تعزيز المواطنة في كل البلاد الإسلامية وغير الإسلامية وفق مبادئ الحقوق والواجبات المتساوية للجميع، فعمد إلى بناء أسس المواطنة الكاملة في المجتمعات الإسلامية عبر تأصيل نابع من صميم الفكر الإسلامي يستلهم وثيقة المدينة المنورة ومواطنة دولة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ورفض مصطلح الأقليات وكل ما يُبنَى عليه من أطروحات وأفكار تؤدي إلى تقسيم المجتمعات وإثارة التوترات، وبالتوازي دعم اندماج المسلمين فى البلاد غير الإسلامية في أوطانهم الجديدة وتشجيعهم على المشاركة وعدم الانعزال، وتقديم الولاء لأوطانهم طالما اطمأنوا على عقيدتهم وهويتهم الدينية دون تعارض بين الديني والوطني.
لم تكن الرحلة بسيطةً أو سهلةً؛ حيث لم تقتصر على تصحيح المفاهيم المغلوطة عبر مئات الإصدارات الفكرية والفقهية والعلمية، بل امتدت إلى جوانب عملية عبر احتكاك مباشر مع المجتمعات في الشرق والغرب وبناء آليات للحوار والتعايش، من خلال مبادرات خلَّاقة بادرت بالفعل ولم تنتظر أن تكون مجرد ردٍّ على الأغاليط، منها قوافل السلام التى ذهبت إلى عواصم ومدن شتى، لمحاصرة التوترات الدينية وتخفيف حدتها، خصوصًا بين المسلمين ومجتمعاتهم فى البلاد غير الإسلامية، وتعزيز ثقافة السلم والتعايش بين المسلمين وأبناء الديانات الأخرى، وحث الشباب المسلم على الاندماج الاجتماعي، وتوضيح تعاليم الإسلام الصحيحة التي تحض على السلام والتعايش، وتحصين هذه المجتمعات، وبخاصة الشباب الذين يمثلون هدفًا لحركات التطرف والتضليل داخل هذه المجتمعات، والإجابة على أهم التساؤلات التي تشغل فكرهم.
وسعى مجلس حكماء المسلمين من خلال إحدى مبادرته "حوار الشرق والغرب" إلى الانفتاح على الآخر، ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم، من خلال لقاءات دورية ومتعدِّدة مع المؤسسات الدينية الأكبر في العالم من خلال التحاور المستمر حول حماية التعددية الدينية وحريَّة الاعتقاد، وتعزيز مبادرات وتجارب في العيش المشترك والتسامح.
واستعاد المجلس روح حوار الأديان بين المؤسسات الدينية الكبرى فى العالم الذى كان متعثرًا، وكانت هناك قطيعة بين الأزهر والفاتيكان على سبيل المثال، ونجح المجلس فى جمع شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين وأبرز قادة وزعماء الأديان فى العالم، وتوج هذا الجهد ببناء صداقة تاريخية وملهمة بين الإمام الطيب والبابا فرنسيس كنت وما زالت شاهدًا على تطورها وصدقها ووحدة أهدافها في خدمة الإنسان والإنسانية، وما واجهها من عقبات وتحديات تم اجتيازها جميعًا ليقدم المجلس مع الرمزين الكبيرين للعالم «وثيقة الأخوة الإنسانية» من أبوظبي عاصمة التسامح فى العالم وبرعاية حكامها، كأعظم هدية يمكن لصناع السلام والتسامح الاستناد عليها لمخاطبة أهل الأديان والإنسان في كل مكان وأيًّا كانت عقيدته.
وكان حضور الوثيقة وقيمها الخلاقة طاغيًا ما جعل الأمم المتحدة تعتمد يوم توقيعها يومًا دوليًّا للأخوة الإنسانية، ودول العالم تتوالى فى اعتمادها ضمن وثائقها الوطنيَّة الأساسية.
وإيمانًا بالاستثمار فى المستقبل، ومحاولة لتجنيب الأجيال الجديدة مصاعب ومساوئ حالة التعايش الإنساني التي مرَّت بها الأجيال السابقة، نشأت فكرة منتدى شباب صنَّاع السلام؛ حيث قرر الحكماء نقل مستوى الحوار بين الشرق والغرب إلى الشباب، ومن هنا انطلق منتدى شباب صنَّاع السلام بمشاركة شباب وشابات من مختلف الأجناس والأعراق والثقافات والديانات، ويعقد خلاله سلسلة من المحاضرات والتدريبات وورش العمل التفاعلية ومحاضرات عن عن القيادة والسلام والأمن وقراءة النصوص الدينية.
إنَّ المجلس وهو يعيد تمثيل الإسلام والمسلمين في العالم على النحو الصحيح والمستحق والعادل، يتطلع إلى تراكم ما أنجزه، وما يتركه من أثر، ويفخر بهذا النجاح، ويتعهد بالمزيد من العمل على طريق الوحدة والتضامن الإسلامى والأخوة الإنسانية من أجل عالم جديد يسوده السِّلم والشراكة المتكافئة القادرة على استيعاب إسهامات الجميع في إطار من التنوع الفعال البعيد عن «مظاهر الهيمنة الثقافية وتذويب الفوارق بين المعتقدات»، وبعيد عن التمييز والعنصرية وخطابات الكراهية والمعايير المزدوجة، وبعيد عن معاداة الأديان وأدوارها واستهداف وملاحقة المؤمنين بالتنميط المسيء، وسط إيمان بأن القيم المشتركة التي تجمع المؤمنين وغير المؤمنين حول العالم، تكفى لبناء التعايش والأخوة الإنسانية، وثقة فى أنَّ رسالة الإسلام وفهم المسلمين لها لا يتعارض أبدًا مع دعوة الإخاء الإنساني التي حمل المسلمون طوال التاريخ لواءها بإسهام إنساني ملهم ونادر وغير قابل للإنكار.
جميع الحقوق محفوظة لصالح مجلس حكماء المسلمين © 2024