عقد جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوته الثقافية الحادية عشرة، بعنوان: "حجية السنة في التشريع الإسلامي"، بمشاركة فضيلة أ.د. أحمد عمر هاشم، وفضيلة أ.د أحمد معبد، عضوَا هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
في بداية الندوة، قدم د. أحمد عمر هاشم الشكر لمجلس حكماء المسلمين على عقد هذا اللقاء المشرق الوضاء في خدمة السنة النبوية الشريفة، مؤكدًا أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، بعد القرآن الكريم، وقد اتضحت حجيتها بقوله تعالى: "مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ"، وقال تعالى: "وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا".
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن الصحابة رضي الله عنهم حرصوا على تدوين السنة النبوية، باذلين أقصى ما في وسعهم لجمعها، ثم نقل عنهم التابعون جيلًا بعد جيل، وابتكر علماء الحديث علومًا لصحة الرواية، تدين لها مؤسسات التوثيق والثقافة في العالم.
ولفت د. أحمد عمر هاشم إلى أن المشككين في السنة وحجيتها، حين يئسوا من أن ينالوا من القرآن الذي تكفل الله بحفظه، حاولوا النيل من السنة التي هي تفسير للقرآن، ولكنهم يباءون بالفشل، ثم يكررون الأمر بين الحين والآخر حين يرون أن الثقافة الحديثية تنتشر في العالم وتسير في الدنيا سير الضوء في الآفاق، حتى أصبحت ادعاءاتهم لا يؤبه لها.
من جانبه، قال فضيلة أ.د. أحمد معبد إن السنة النبوية هي زاد أساس للمسلم في عباداته ومعاملاته، لافتًا إلى أن السنة النبوية "وحي" كما أن القرآن الكريم "وحي"، فالقرآن وحي متلو، والسنة وحي مروي، ومن مجموعهما يقوم الدين كاملًا.
وفنَّد "معبد" ادعاءات المشككين الذين يزعمون أن السنة النبوية لم تدون في عصر الرسول، مؤكدًا أن الصحابة رضي الله عنهم دونوا "السنة" بداية من العهد النبوي، ثم تواصل التدوين عند اللاحقين بمنهج يحسدنا عليه أهل الأديان الأخرى.
وشهدت الندوة حضورًا مكثفًا من جمهور المعرض والباحثين وطلاب العلم الذين حرصوا على التفاعل والمشاركة في هذه الندوة.
وتأتي مشاركةُ مجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب 2023، انطلاقًا من رسالة المجلس برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الهادفةِ إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلافِ أجناسهم ومعتقداتهم.