أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، أن وثيقة الأخوة الإنسانية؛ التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي ٢٠١٩، برعايةٍ كريمةٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تخاطب ضميرَ العالم وتمثل خطابًا إنسانيًّا رائعًا ومتجددًا لكل الإنسانية.
وقال الأمين العام، في كلمته خلال احتفالية الممثلية السامية لتحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، إن لحظة تخليد اليوم العالمي للأخوة الإنسانية هي لحظة ضمير في المقام الأول، ضمير الإنسانية الحي؛ الذي يؤرقه ويؤلمه ما يشهده واقع الإنسانية من ظواهر مقلقة تهدد المجتمع الإنساني برمته، وخاصة منها ما يتصل بتصاعد من اتجاهات العنصرية، ومظاهر كراهية الآخر المختلف؛ في القومية أو الدين أو الثقافة واللغة، وهي مظاهر تتخذ اليوم منحًا خطيرًا يهدد بصراعات مفتوحة في مناطق متعددة من عالمنا، فضلًا عن إذكاء النزاعات القائمة وتضييق فرص إيجاد حلول سلمية لها.
وأضاف المستشار عبد السلام: لقد تابع العالم كيف بلغت مستويات الجهل بالأديان والثقافات المختلِفة حد الاعتداء على دُور العبادة بالهدم، ومشاهد إحراق الكتب المقدسة لدى مئات الملايين من أتباع الديانات السماوية، *في مسٍّ* واضح بشعور هؤلاء المؤمنين، وبالاحترام الواجب لعقائدهم ومقدساتهم، معربًا عن تقديره للأمم المتحدة وتحالف الحضارات على بيانه القوي في إدانة هذه الممارسات التي تنال من الأخوة الإنسانية، وتحاول أن تُحدث الضوضاء حول كل الجهود العظيمة من أجل تعزيز هذه الأخوة الإنسانية.
وأوضح الأمين العالم أن هذه الأحداث التي نراها الآن تدفعنا إلى استذكار القيم الواردة في الوثيقة التاريخيَّة للأخوة الإنسانية، بل في كل يوم من أيام السنة، وليس فقط في يوم ذكرى توقيعها، مؤكدًا أن العالم الآن بحاجةٍ إلى التطبيق العملي لهذه القيم والمبادئ والعمل على ترسيخها لتذكرنا بإنسانيتنا، وبهذه التحديات المشتركة التي لا تقتصر على دين أو ثقافة بعينها، لافتًا إلى أن الوثيقة تمكنت خلال ٤ سنوات من تحقيق العديد من النجاحات؛ فتبنتها بعض الدول باعتبارها وثيقة وطنية، كما اعتمدها قادة وزعماء الأديان مرجعًا للحوار، وضمنتها العديد من أعرق المدارس والجامعات في برامجها التعليميَّة، واعتمدها اتحاد المطارنة الكاثوليك في الولايات المتحدة الأمريكية في جميع البرامج والفعاليات التي يقومون بها، واليوم نحتفي بذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة ذكرى توقيعها يومًا دوليًّا للأخوة الإنسانية.
شارك في الاحتفالية السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، والسيد ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، السفير أسامة عبد الخالق، سفير جمهورية مصر العربية ورئيس البعثة لدى الأمم المتحدة، والسفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، السيد أداما ديانغ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة السابق والمستشار الخاص السابق للأمم المتحدة المعنيُّ بمنع الإبادة الجماعيَّة، وسماحة الله شكر باشا زاده القائد الروحي للمسلمين في القوقاز عضو مجلس حكماء المسلمين.