تواصلت فعاليات جناح الأديان في COP28 لليوم الثاني على التوالي .. حيث شَهِدَ اليوم انعقاد 7 جلسات حواريَّة، تركزت على الارتباط الوثيق بين الأديان والحلول القائمة على الطبيعة، وناقشت الموضوعات المناخية الرئيسية بما في ذلك التمويل والخسائر والأضرار، ودور الأديان في توعية الشعوب والمجتمعات بأخطار الأزمة المناخية، كما ألقى السيد فيلبو جراندي، المفوِّض السامي للأمم المتَّحدة لشؤون اللاجئين، كلمةً افتتاحيَّةً لفعاليات اليوم الثاني بجناح الأديان في COP28، أكَّد فيها ضرورة التعاون واتخاذ موقف مشترك في مواجهة التحديات المناخية، لافتًا إلى أنَّ دور قادة الأديان محوري وفعال خلال معالجة قضية المناخ.
وأشار المشاركون في الجلسة الحوارية الأولى التي جاءت بعنوان: "تنسيق تدفقات التمويل بشكلٍ عادلٍ.. حالة الخسائر والأضرار"، إلى أنَّ الجهات الدينيَّةَ في الخطوط الأماميَّة لمختلف التَّحديات، وهذا يتطلَّب الاستثمار في التكيف وتعزيز المرونة، وتفعيل الإنذار المبكِّر للأزمة المناخيَّة، من أجل تقليل أي خسائر تتكبَّدها المجتمعات في أوقات الكوارث المناخيَّة.
وفي الجلسة الحوارية الثانية التي عُقِدَت بعنوان: "تعزيز التوعية من أجل كوكب الأرض في التعليم العالي"، أوضح المشاركون أنَّ كثيرًا من المجتمعات في العالم تعاني انعدام الأمن الغذائي وضعف الوصول إلى الموارد الطبيعيَّة، في المقابل المجتمعات الأكثر تطورًا في العالم تعاني الإفراط في الاستهلاك والهدر، وهذا التناقضُ هو أحد التَّحديات الأساسيَّة لتحقيق الحياد المناخي لكوكب الأرض.
وتطرَّقَ المشاركون في الجلسة الحوارية الثالثة إلى "المسارات القائمة على الأديان في مجال البيئة الشاملة: تبادل الإستراتيجيات للتغلب على النهج التكنوقراطي السائد في التعامل مع تغير المناخ"؛ حيث تمَّ تأكيد الحاجة الملحة لمجموعة من القيادات النسائية إلى لتعزيز التَّعاون المشترك وتوحيد الجهود في مواجهة الأزمة المناخية، لافتين إلى أنَّ علماء الدين الذين يتمتعون بسلطة داخل مجتمعاتهم هم أفضل من ينشرون الوعي المناخي.
فيما قال الدكتور عادل نجم، رئيس الصندوق العالمي للطبيعة إنَّ تحويل سلوكيات الناس يسهم بشكلٍ كبيرٍ في الحفاظ على البيئة، لذلك من الضَّروري بحث العوامل التي تؤثر على سلوكياتهم لمعالجة الأزمة المناخية بشكل ملموس وفعال.
وفي الجلسة الحواريَّة الرابعة التي ركَّزت على دور الأديان في دعم تعهدات إيقاف انتشار الوقود التقليدي، أكَّد المشاركون ضرورة تذكير الدول بالبُعدِ الأخلاقي والمعنوي لحماية كوكب الأرض، فيما ناقشت الجلسة الحواريَّة "الأديان والطبيعة: شركاء في استعادة المساحات الخضراء ذات الطبيعة المتجددة، والحلول القائمة على الطبيعة"، كيف يُمكنُ أن يكون القادة والمجتمعات الدينية محركات أساسية في التصدي لتحديات التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، كما استعرضت المساهمات المهمة التي قدَّمها القادة الدينيون في جهود الترميم في المجتمعات المعرضة للمناخ.
واختتم اليوم الثاني من فعاليات جناح الأديان في COP28، بعقد جلسة حوارية تناولت دور الشباب بشأن موضوع التكيف، ودور المنظَّمات الدينية في دعم جهود الشباب هذا المجال؛ حيث شدَّدَ المشاركون على أهمية تفعيل دور الشباب في المجال المناخي، لافتينَ إلى أن تحقيق تقدم في العمل المناخي سيسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين الحياة وسُبُل العيش لملايين من البشر خاصة الشباب.
جديرٌ بالذكر أنَّ جناح الأديان في COP28 يأتي انعقاده بعد عدد من الفعاليات والأنشطة التي نظَّمها مجلس حكماء المسلمين لدعم الجهود العالمية في مجال المناخ، وكان آخرها عقد القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ في العاصمة الإماراتية أبوظبي التي حضرها عددٌ كبير من قادة الأديان ورموزها وممثلو كافة شرائح المجتمع، ونتج عنها إطلاق نداء الضمير: نداء أبوظبي المشترك للأديان من أجل المناخ الذي وقع عليه 28 من قادة الأديان من مختلف الطوائف والمذاهب.
ومن المقرَّر أن يُعقدَ غدًا عدد من الجلسات الحوارية التي تركِّز على سبل تعزيز العدالة المناخية للنساء، ودور قادة الأديان في معالجة تغير المناخ، وتوطين العمل الديني من أجل مواجهة الأزمة المناخية، وتأثير التداعيات المناخية على المياه، ودور الشباب في الدعوة المناخية.