شَهِدَ اليوم الخامس لجناح الأديان في COP28 عقد 5 جلسات حوارية نظَّمها الجناح، شارك فيها نحو 17 متحدثًا، ركَّزت نقاشاتهم على الإلهام والتعلم من المجتمعات الأصلية بشأن أزمة المناخ، وسُبُل التغلب على العوائق أمام التحوُّل والانتقال العادل في قطاع الطاقة، والاستثمار في التخفيف من آثار تغير المناخ، ودعم الأطفال النازحين بسبب أزمة المناخ من خلال تقديم استجابة مجتمعيَّة.
واستعرضت الجلسة الأولى التي كانت بعنوان: «الإلهام والتعلُّم من المجتمعات الأصلية» وجهات نظر السكان الأصليين بشأن أزمة المناخ والمعاناة التي يعيشها السكان على سواحل بنما من ارتفاع مستوى سطح البحر، وتشكل العواصف المناخية المختلفة وغيرها، الأمر الذي يهدِّد حياتهم من خلال عدم القدرة على توفير الغذاء والمسكن والمعيشة اللازمة بسبب تداعيات التغير المناخي، ودعا المشاركون في الجلسة المجتمعات الدينية ضرورة توحيد الجهود لمواجهة تحديات تغير المناخ التي ألحق الضرر بأراضي السكان الأصليين وأساليب حياتهم على مدى قرون، الذي يلحق الآن الضرر بالبشرية جمعاء لتوفير حياة آمنة للأجيال المستقبل.
وأكَّد المشاركون في الجلسة الثانية، التي جاءت بعنوان: «التغلب على العوائق أمام التحول العادل» على أهمية تعزيز التعاون والتشارك وتسهيل الحوار البناء بين الجهات الدينيَّة والمؤسسات المالية وقادة الأعمال والدول حول كيفية جعل التحول العادل في مجال الطاقة حقيقة واقعة، كما ناقشت كيفية التغلب على العوائق أمام الاستثمار في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه في الأسواق النَّاشئة، بالإضافة للدَّور الذي يمكن أن تلعبه الشركات في قيادة عملية انتقالية عادلة.
وناقشت الجلسة الثالثة، التي جاءت بعنوان: «دعم الأطفال النَّازحين بسبب أزمة المناخ»، أهميَّة دعم الأطفال النازحين بسبب أزمة المناخ من خلال الاستجابات المجتمعيَّة الدينيَّة، بالإضافة إلى كيفية دمج المفاهيم والقيم الدينية في تقديم الدعم النفسي والعقلي والاجتماعي للأطفال النازحين في مناطق مختلفة بسبب أزمة المناخ؛ حيث أشار المشاركون إلى أن هناك عواقب وخيمة لزيادة الحوادث المرتبطة بالطقس وتغير المناخ على مستوى العالم، وخاصة على الأطفال النازحين بسبب تلك التغيرات المناخية، مشيرةً إلى أنه في الوقت الحالي هناك حوالي 70 مليون طفل نازح بسبب أزمة المناخ، مما يعد أكبر عدد من نزوح الأطفال في التاريخ بسبب تلك الأزمة الأمر الذي يتطلَّب من الجميع تقديم الرُّؤى وعقد الشراكات من أجل الحفاظ على هؤلاء الأطفال من تلك التغيرات التي تهدِّد مستقبلهم.
وركَّزت الجلسة الرابعة التي جاءت بعنوان: «انتقال عادل لإفريقيا: التعدين، وتكنولوجيا المعادن، والتخفيف من آثار تغير المناخ» على كيفيَّة التوازن المعقد بين استخراج المعادن التكنولوجية، التي تعد أمرًا حيويًّا للحلول الحديثة لمواجهة تغير المناخ، والاعتبارات الدينيَّة والأخلاقيَّة لمثل هذه الممارسات لضمان بقاء هذا التحول عادلًا ومستدامًا، وأكَّدت الدور المحوري للأديان في صياغة ممارسات التعدين المسؤولة بيئيًّا وأخلاقيًّا، بالإضافة إلى دمج الرؤى الدينية مع التحديات العملية وصياغة مسارات جديدة لمستقبل عادل تكنولوجيًّا للحفاظ على البيئة.
وفي الجلسة الحواريَّة الخامسة، التي انعقدت تحت عنوان: «دراسة حالة في الدعوة القائمة على الدعوة والشهادة: الكنيسة الأسقفية الأمريكية وشعب غويتشين والمكان الذي تبدأ فيه الحياة»، استعرض المتحدثون الجهودَ التي المبذولة لمنع الحفر في جزء هش من الحياة البريَّة الوطنيَّة في القطب الشمالي والآثار الكبيرة لتغيُّرات المناخ.
يُشارُ إلى أن جناح الأديان في COP28 يستضيف عددًا كبيرًا من قادة الأديان والعلماء وخبراء البيئة والشباب وممثلي الشعوب الأصلية لبحث أفضل الحلول التي تعالج تحديات تغيُّر المناخ ومناقشتها وتوعية الشعوب والمجتمعات بأخطار هذا التَّهديد العالمي، وذلك من خلال 70 جلسة حواريَّة يشارك فيها أكثر من 300 متحدث من مختلف أنحاء العالم.