استضاف جناح الأديان في COP28 خلال فعاليات يومه الثامن، بحضور الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، سعادة المستشار محمد عبد السلام، اليوم الجمعة الموافق 8 ديسمبر الجاري، جلسةً حواريةً بعنوان: "الإيمان والشباب ومؤتمر الأطراف COP28" بمشاركة كل من سعادة عمر غباش مستشار وزير الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون الثقافية وسفير غير مقيم لدى الفاتيكان، والمطران كريستوف زخيا القسيس رئيس الأساقفة السفير البابوي لدى دولة الإمارات، والحاخام ديفيد روزين المستشار الخاص لشؤون الأديان والشؤون اليهودية، وعبد الله الشحي المدير التنفيذي بالإنابة لبيت العائلة الإبراهيمية.
سلَّطت الجلسة الحوارية الضوء على سبل تعزيز الجهود من أجل رفع مستوى الوعي في معالجة القضايا العالمية المعنية تغير المناخ، ودور الأديان في تعزيز مسؤولية الشباب، إضافةً إلى أهمية المبادرات المشتركة بين الأديان في مجال العمل المناخي.
أكد سعادة عمر غباش في بداية الجلسة، أن حلول معالجة الأزمة المناخية يمكن إيجادها خارج نطاق التفكير التقليدي، وعليه من الضروري الترحيب بالمبادئ والتقاليد الإسلامية التي تدعو إلى التعايش. كما أشار إلى أنه عند تقبل فكرة أن الآخرين يقدمون حقائق بشأن التحديات المختلفة لا سيما تحدي المناخ، سيسهم ذلك في استكشاف أكبر عدد ممكن من الأفكار والحلول المبتكرة.
وأفاد المطران كريستوف زخيا القسيس، أن الجميع ملتزم أخلاقيًّا وروحيًّا بحماية كوكب الأرض والحفاظ على البيئة بالتزامن مع توفير مستقبل أكثر إشراقًا وأمانًا للجميع، وخاصة للأجيال الحالية والقادمة، مؤكدًا أن قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية يدعو كافة المجتمعات والشعوب بما في ذلك الشباب إلى التفكير في المسؤوليات التي تقع على عاتق الجميع، واتخاذ إجراءات ملموسة وفعالة لمواجهة تحديات تغير المناخ.
وبدوره شدد الحاخام ديفيد روزين على أن التعاون بين الأديان أصبح ضرورةً في الوقت الراهن. فلا بد من مشاركة القادة والرموز الدينية في المناقشات والسياسات المتعلقة بتغير المناخ، منوهًا أن الأزمة المناخية ليست مشكلة علمية، بل هي سلوكيات بشرية خاطئة تؤثر على البيئة ومواردها الطبيعية، مشيرًا إلى أن تغير المناخ هو أهم قضية الآن على الساحة العالمية لأن كوكب الأرض مهدد بالانهيار إذا لم نتخذ إجراءات عاجلة تحافظ عليه.
وأوضح عبد الله الشحي أن تداعيات تغير المناخ تتسارع وتيرتها وأخطارها بشكل غير مسبوق، لكن هناك فرصة للتعاون والعمل المشترك لإجراء تغييرات جذرية وتحولات منهجية من شأنها تقليل الآثار السلبية للمناخ. كما دعا القائمين على العمل المناخي إلى تلبية احتياجات المجتمعات للتكيف مع واقع المناخ الجديد ودعمهم في مواجهة الأزمة المناخية من أجل بناء عالم ينعم بالسلام والرخاء.
والجدير بالذكر أن جناح الأديان في COP28 ينظمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 ووزارة التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في الفترة من 1 إلى 12 ديسمبر الجاري في مدينة إكسبو دبي. يهدف الجناح إلى توفير منصة عالمية تجمع قادة الأديان من مختلف الطوائف والمذاهب إلى جانب عدد من ممثلي شرائح المجتمع المختلفة من شباب ونساء وعلماء وخبراء بيئة وغيرهم لإيجاد حلول مشتركة تعالج الأزمة المناخية.