المستشار محمد عبد السلام: وثيقة الأخوة الإنسانية تمثل الإطار الأخلاقي والإنساني الذي يحتاجه العالم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، سعادة المستشار محمد عبد السلام، أن وثيقة الأخوة الإنسانية هي وثيقة فريدة من نوعها في التاريخ المعاصر؛ حيث جاءت تتويجًا لاتفاق بين أكبر مرجعيتين دينيتين في العالم، وهما فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في مسعى مشترك لتعزيز قيم الأخوة والتسامح في العالم، مشيرًا إلى أن الوثيقة تمثل الإطار الأخلاقي والإنساني الذي يحتاجه العالم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي كلمة سعادته خلال افتتاح المركز الأوروبي الآسيوي بالتزامن مع اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، وذكرى 5 أعوام على توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، أضاف الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أنَّ التحديات العالمية الرئيسية التي تواجه المجتمع الدولي، مثل قضية الفقر والأزمة المناخية والصراعات والحروب تعوق جهود تحقيق التنمية المستدامة، وهذا يتطلب إلقاء الضوء على الحاجة إلى إعادة التوازن إلى الإنسان نفسه، سواء من الناحية الروحية أم الأخلاقية أو الفكرية، وتبنِّي قيم وأخلاقيات جديدة، تتناغم مع مسار الاستدامة وتعززه، لافتًا إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية توفر هذه القيم والمبادئ التي يمكن أن تكون محركًا حيويًّا لتفعيل العمل الإنساني لتشكيل السياسات والقرارات في مجالات التنمية المستدامة.
وفي السياق ذاته، أعرب المستشار عبد السلام عن إيمانه بأن تحقيق التنمية المستدامة يكمن في تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إعادة إدماج القيم والأخلاق في الحياة اليومية، والنظر إلى التنمية باعتبارها مفهومًا يشمل التقدم الشامل للإنسان، ليس فقط اقتصاديًّا ولكن أيضًا أخلاقيًّا وروحيًّا.
واختتم سعادته كلمته مؤكدًا أهمية الأخوة الإنسانية باعتبارها عامل تمكين لبناء مستقبل عالمي أكثر استدامة وتناغمًا، وقال: "أضع هذه التجربة المتواضعة وهي تجربة ما بعد توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية تحت تصرفكم، بكل ما أثمرته من مؤسسات ومبادرات، راجيًّا أن نتدبر في النتائج الاستثنائية التي حققتها، على صعيد العالم، وأن نستخلص منها مقدار الحاجة الإنسانية إلى خطاب القيم في مسار الاستدامة، وكيف يمكننا أن نستفيد منه جميعًا نحن وأبناؤنا في الأجيال القادمة.