خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وسخَّر الكون لمنفعته، وجعله أكرم الكائنات، وفضَّله على كثير ممن خلق تفضيلًا؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70].
ونادى الإسلام بحفظ حقوق الإنسان، وحفظ نفسه وكرامته، وعدم الاعتداء عليه أو أكل ماله بالباطل، أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسه أو عرقه، وقد كانت كلمتُه صلَّى الله عليه وسلَّم في خطبة الوداع بمنزلة تقريرٍ شاملٍ لحقوق الإنسان، فقال: «...فإنَّ دماءَكُم وأموالَكُم وأعراضَكُم عليكُم حرامٌ؛ كحُرمَةِ يومِكُم هذا، في بلدِكُم هذا، في شهرِكُمْ هذا...» رواه البخاري.
وانطلاقًا من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، يحثُّ مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، على التمسك بالقيم الإنسانيَّة التي تدعَم حقوق الإنسان وتؤصِّل لها في المجتمعات، وهو ما نصَّت عليه وثيقة أبوظبي التاريخية للأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة.
ويُولِي مجلس حكماء المسلمين أهمية كبيرة لحقوق الإنسان من خلال مبادراته وجهوده الدولية، التي تدعو إلى مواجهة كافَّة أشكال التعصب والعنصرية والتمييز، ونشر قيم العدل والخير والمساواة والتعايش الإنساني بين جميع البشر، مطالبًا المؤسسات الدولية بالمزيد من الجهود لرعاية حقوق الإنسان، خاصَّةً من المستضعفين والمهجَّرين والنازحين من ديارهم، مع العمل بجِدٍّ واجتهاد لوقف جميع الحروب والصراعات.
ويحتفي العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر من كل عام، إحياءً لذكرى اليوم الذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، والذي يؤكِّد على ضمان حقوق كافة البشر بدون أيِّ تمييز على أساس الدين أو اللغة أو الجنس أو الأصل القومي أو العرقي.