يقدم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٣ لزواره كتاب "الإمام والبابا والطريق الصعب.. شهادة على ميلاد وثيقة الأخوة الإنسانية" لمؤلفه القاضي محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والمستشار السابق لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يتناول المراحل التي مرت بها وثيقة الأخوة الإنسانية، حتى توقيعها في 4 فبراير 2019 في أبوظبي.
قدم للكتاب كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وعلق عليه عدد من كبار الشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية حول العالم.
يشير المستشار عبد السلام في مقدمة كتابه إلى حيثيات وأسباب تأليفه للكتاب، فيذكر بالقول: "فكَّرتُ مليًّا في إمكانيَّةِ نشرِ شهادتي عن وثيقةِ الأُخوَّةِ، بعد أن ظَهَرَت للعَلَنِ، وتقبَّلَها العالَمُ بقَبولٍ حَسَنٍ، فاقَ كلَّ التَّصوُّراتِ والتَّوقُّعاتِ، وشعُرتُ بعدها أن العالَمَ أصبح قريتي، والبشريَّةَ أُسرتي، ومِن ثَمَّ أصبحَ واجبًا عليَّ مُحتَّمًا أن أنقُلَ للنَّاسِ ما جرى.. فنَشِطتُ في تسجيلِ ما وَعَتهُ الذَّاكرةُ، وانطبعَ على لَوحِ حافظتِها، وبالرَّغمِ من أنَّني لستُ من الكُتَّابِ البارعينَ، ولا مِن المتضلِّعين في فنونِ الأدبِ والبيانِ؛ إلَّا أنَّ القلمَ - بفضلِ الله- تَسخَّرَت له الألفاظُ، فعَبَّرَ عن المعاني بصُورةٍ هي دونَ ما كنتُ آمُلُ بالتَّأكيدِ، ولكنْ ما كلُّ ما يتمنَّاه المرء يُدرِكُه، فحسْبي أنَّني سجَّلتُ خواطري في هذه الشَّهادةِ، أقولُ: «الشَّهادة» وأنا أَعِي كرجُلِ قضاءٍ وعدالةٍ ما أقولُ؛ فالشَّاهدُ يجبُ أن يكونَ الميزانَ الَّذي لا يميلُ إلَّا للحَقِّ؛ فلا يجذبُه هوًى، ولا تُميله رغبةٌ أو رهبةٌ".
ويتميز الكتاب بتسلسل منطقي يفيد القارئ في فهم واستيعاب الأحداث، ويساعده على معرفة عناصر القصة، والقدرة على نقل القارئ ليعايش تفاصيل هذه الرحلة؛ حيث تناول الكاتب شخصية الإمام الأكبر كما عرفها عن قرب، وتمكن في سطور قليلة من وصف الجوانب المختلفة لتلك الشخصية العظيمة، ليشعر القارئ أنه ملم بشخصية الإمام علمًا وفكرًا ومنهجًا وسلوكًا وحتى انفعالًا، وكيف أثر هذا التكوين في بناء شخصية قائد محب للسلام، مؤمن بالتعايش مع الآخر.
ثم يسرد المؤلف في كتابه الخطوات المتسارعة التي خطاها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، نحو نشر السلام العالمي، التي بدأت بزيارة الإمام الطيب إلى الفاتيكان ثم زيارة البابا فرنسيس إلى الأزهر الشريف، لتتنامى بعدها العلاقة الأخوية بين الرمزين الكبيرين وتتوالى اللقاءات التي شهد أحدها ميلاد فكرة وثيقة الأخوة الإنسانية، ليواصل المؤلف سرده وقائع ترتيبات الإعداد للوثيقة وللزيارة ويشرح الدور التاريخي لدولة الإمارات في دعمها؛ حتى خروجها بشكلها الذي أبهر العالم، مختتما كتابه بالحديث عن جهود العمل من أجل تفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية وتحويلها إلى واقع إنساني معيش.
ويشير المؤلف أيضًا إلى الدور الكبير الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في دعم هذه الوثيقة منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت محل اهتمام العالم، مشيدًا بجهود الإمارات في نشر وتعزيز قيم الحوار والتعايش الإنساني على خطى المغفور له بإذن الله سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي جعل منها نموذجًا يُحتذى في التسامح والأخوة الإنسانية.
وينقل لنا الكتاب شهادة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف حول الكتاب ووقائعه بالقول: "أحسَنَ القاضي صُنعًا في كتابِه هذا عندما نَشِطَ له، وجَدَّ واجتهدَ في تأليفه بهِمَّةٍ عاليةٍ وعَزمٍ نافذٍ، فخرج لنا بهذا الكتابِ.. وقد تصفَّحتُه فوجدتُه كتابًا مهمًّا، جامعًا لمراحل صناعة «الوثيقة»، كاشفًا عن بعض المقاصد والأسرار، مُتكفِّلًا بذِكر لطيفِ الإشارات التي صاحبَتْها، كلُّ ذلك بأسلوبٍ حديثٍ مُنمَّق، وروايةٍ صادقة للوقائع والأحداث، بعيدة عن المجازفات الفكرية، والتعصب والجمود".
كما ينقل لنا الكتاب شهادة البابا فرنسيس حول الكتاب وما حكاه من تفاصيل دقيقة ومهمة، بالقول: «يحتوي هذا الكتاب على اللحظات المهمة لهذه المرحلة، والتي دفعتنا إلى التوقيع على «وثيقة الأخوة الإنسانية» معًا في الرابع من فبراير 2019 في "أبوظبى"، فكان الابن العزيز محمد عبدالسلام شاهد عيان على الخطوات التي تم اتخاذها والتحديات والصعوبات التي تم مواجهتها؛ من أجل تحقيق هذا الهدف، لم يكن شاهدًا فقط، بل شارك بحماس وتفان في هذا العمل، لقد أظهر القاضي محمد عبد السلام لي ولأخي الإمام أحمد الطيب أنه يستحق الثقة التي تم منحه إياها».
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في الفترة بين ٢٥ يناير إلى ٦ فبراير ٢٠٢٣م؛ حيث يضم الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات التي تركز على نشر قيم الخير والمحبة والسلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.
ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4) جناح (A)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس.