عقد جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٣، عاشر ندواته الثقافية بعنوان "من قضايا التجديد"، بمشاركة أ. د. محمد عبدالغني شامة، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، و أ. د. محمد أحمد سراج، أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة الأمريكية، تناولت أسس التجديد وضوابطه.
وخلال الندوة، قال أ. د. محمد عبدالغني شامة، إن هناك أمورًا يجب أن ترتكز عليها قضية التجديد، تنطلق من المناهج الدراسية في جميع المدارس، وخاصة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وذلك لغرس القيم والمبادئ في وجدان النشء، بحيث تتكون شخصيتهم على أساس تربوي سليم، ليكون إنسانًا صالحًا لنفسه ومعطاء لمن حوله وقادرًا على الابتكار للإسهام في بناء حضارة تواكب العصر.
وأكد د. "شامة" على ضرورة تدريس مادة الثقافة الإسلامية لجميع طلاب الجامعات في العالم الإسلامي، بهدف تنمية الروح الدينية، وتقويم السلوك، والاعتراف بالآخر واحترام عقيدته وشريعته، مع التأكيد على أن الإسلام ليس عبادات فقط وإنما هو دين يحث على العمل الدنيوي لإعمار الأرض جنبًا إلى جنب مع أداء العبادات.
من جانبه، نبه أ. د. محمد أحمد سراج، في بداية كلمته، على أن كثيرين ممن يتناولون قضية التجديد في الفكر الإسلامي يتناولونه بنوع من الطموح المتعجل الذي يرمز في بعض ما يعنيه إلى الرغبة في مغادرة القديم قبل الاستقرار على موقع آخر محدد، وهذا هو سبب القلق الذي يثور أحيانًا عند الحديث عن التجديد؛ رغم أن الجميع في شوق وتوق إليه، يدعيه ويطلبه ويجتهد في البحث عنه.
وأوضح أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة الأمريكية أن مبنى النظام القانوني الإسلامي قائم على النصوص والمصالح، ويعترف بالتطور فيما توضحه قاعدة تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والظروف، ولذا يرتبط الفكر الفقهي بالتحديث المستمر والتجديد الذي يقفز على الدوام من الماضي إلى الحاضر الذي يكون ماضيا بعد قليل.
وأكد "سراج" أن التجديد لا يصح اعتباره هدفًا في ذاته، بل يهدف إلى مراعاة المصالح الاجتماعية وتحقيقها وفق المخطط العام للنصوص، فلا يتحقق التجديد بالقصد إليه، ولا باتخاذ عنوانه، أو بادعاء وصله، وإنما يتحقق في الفقه وأصوله بمراعاة المصالح التي تتدرج في حدها الأدنى من الضرورات القطعية الكلية إلى الحاجيات ثم التحسينيات طبقًا للأولويات التي يرسمها التخطيط العام لسياسات المجتمع.
وتأتي مشاركةُ مجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب 2023، انطلاقًا من رسالة المجلس برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، الهادفةِ إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلافِ أجناسهم ومعتقداتهم.
ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس.