نظم جناح مجلس حكماء المسلمين، بمعرض إندونيسيا الدولي للكتاب الإسلامي ندوته الثقافية الثالثة بعنوان: "التربية الأخلاقية.. دمج قيم التعايش والسلام في التعليم الديني"، قدمها الدكتور طبيب الإشهار، مدير إدارة المعلمين بالمدارس الإسلامية في وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية، وأدارها الأستاذ محمد عارفين، مدير مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في جاكرتا؛ حيث ركزت على سُبُل دمج قيم التعايش والسلام في التعليم الديني، وانعكاسات هذه الجهود على إنشاء أجيال واعدة تتميز بالوسطية والاعتدال، وقادرة على بناء مجتمعات متسامحة تحترم التنوع وتقبل الآخر.
وفي مستهل الندوة، أشار الدكتور طبيب الإشهار، مدير إدارة المعلمين بالمدارس الإسلامية في وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية، إلى أن الوزارة تبنَّت مجموعة من السياسات التعليمية التي تهدف إلى تعريف طلاب المدارس الإعدادية والثانوية التابعة لها بقيم التسامح والتعايش السلمي، من أجل إنشاء جيل من الطلاب يتمتع بالاعتدال والفكر الوسطي المستنير، وهذا يتماشى مع رؤية مجلس حكماء المسلمين ورسالته، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف التي تدعو إلى تعزيز السِّلم ونشر قيم الحوار وترسيخها والتسامح والتعايش الإنساني.
وأضاف الدكتور طبيب الإشهار أن المدارس الدينية في إندونيسيا تحظى باهتمام كبير من قِبل المجتمع الإندونيسي، وذلك لأنها تمثل مؤسسات تعليمية تلبي احتياجات متنوعة في المجتمع، وتساهم في بناء ثقافة التسامح؛ من خلال تبني نهج شامل ومفتوح، حيث تتعاون المدارس الإسلامية مع معلمي المواد العامة مثل الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية من خلفيات دينية متنوعة، وهذا التعاون يعكس التزام المدارس الدينية بقبول التنوع وتعزيز ثقافة التسامح داخل المؤسسات التعليمية.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص للمرة الثالثة على التوالي في معرض إندونيسيا الدولي للكتاب الإسلامي في دورته الثانية والعشرين 2024، الذي يُعقد في الفترة من 14 إلى 18 أغسطس الجاري بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ حيث تأتي مشاركة المجلس انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم، ويقدم الجناح الذي يقع في قاعة "جي سي سي"، جناح "أيه" و"بي" (JCC hall A&B) أكثر من 220 إصدارًا بلغات مختلفة تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة تعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الفكر الوسطي المستنير.