الباحث في مكتب إحياء التراث بمشيخة الأزهر يشيد بإصدارات مجلس حكماء المسلمين ودورها في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز قيم التسامح والتعايش ونشر الفكر الوسطي المستنير
الدكتور عماد الدين سلام: كتاب "في المنهج الأزهري" لمؤلفه فضيلة الإمام الأكبر يؤصل للعديد من القضايا الدينية والدنيوية والاجتماعية
نظم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض بغداد الدولي للكتاب، ندوة بعنوان: "قراءة في كتاب المنهج الأزهر لمؤلفه فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين"، والتي قدمها الدكتور عماد الدين سلام، الباحث في مكتب إحياء التراث بمشيخة الأزهر، حيث استعرض خلالها الأفكار الرئيسية والمفاهيم والرؤية الشاملة التي يتضمنها الكتاب.
وفي بداية الندوة، أشاد الدكتور عماد الدين سلام، بالإصدارات التي يقدمها مجلس حكماء المسلمين، التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز قيم التسامح والتعايش ونشر الفكر الوسطي المستنير، مشيرًا إلى أن هذه الإصدارات تنوعت إلى عدة مجالات منها ما يتعلَّق بالعلوم الشرعية المختلفة بأنواعها من تفسيرٍ وفقهٍ وسيرة وأصول وفي علم الكلام والعقيدة والفكر الفلسفي، ومنها ما يتعلَّق بالجانب الثقافي.
وأوضح د. سلام أن كتاب المنهج الأزهري وضعه فضيلة الإمام الأكبر في صورة سهلة يسيرة من أجل أن يبيِّن للقارئ على اختلاف ثقافته المتنوِّعة مدى أهمية المنهج الأزهري، وأثره في ثبات كثيرٍ من الأمور الدينية والدنيوية بل والاجتماعية، مشيرًا إلى أن هذا المنهج يدعو دائمًا إلى التوسط وترك الغلو والتطرف، ولمِّ شمل الأمة الإسلامية بطريقة علميَّة عقليَّة رشيدة جاءت من خلال خبرات توالت عليه منذ ألف عام وأكثر على مرِّ الزمان، كان خلالها الأزهر بمنهجه الوسطي المعتدل صرحًا تليدًا وشامخًا على مرِّ القرون.
واختتم الباحث في مكتب إحياء التراث بمشيخة الأزهر، حديثه بقول فضيلة الإمام الأكبر في كتاب :"في المنهج الأزهري" بأنه لا سبيل للخروج من هذه الأزمات المعاصرة التي تطحننا نحن العرب والمسلمين من بين سائر خلق الله إلا بالحوار والحوار وحده، فالحوار هو الحل الذي لا حل غيره، الحوار بين المسلمين والمسلمين، والحوار بين المسلمين وغيرهم، فهو وحده الكفيل بتفويت الفرص على أعداء الأمة، وهدم مخططات حروب الجيل الرابع، واستعادة الوعي وبعث الأمل في مستقبل أفضل وعيش آمن مستقر.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص للمرة الأولى في معرض بغداد الدولي للكتاب، وذلك انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح، ومد جسور التعايش بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقدم جناح المجلس الذي يقع في قاعة بغداد جناح رقم H2، أكثر من 220 إصدارًا بـ 5 لغات مختلفة، منها 24 إصدارًا جديدًا، يعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، كما يستضيف الجناح سلسلة من الندوات والمحاضرات المتميزة، يشارك فيها نخبة من كبار المفكرين والعلماء والأكاديميين، لمناقشة سُبل تعزيز الحوار والتفاهم بين كافة الطوائف الإسلامية، وبناء جسور التواصل والسعي نحو مزيد من التعاون والوحدة بين مختلف مكونات الأمة.