شارك مجلس حكماء المسلمين في الندوة الدولية الـ31 للقانون والدين، التي نظمها المركز الدولي لدراسات القانون والدين في جامعة بريغهام يونغ، بالولايات المتحدة الأمريكية، بعنوان: "الحرية الدينية بوصفها أداة لصنع السلام"؛ حيث حضر الندوة نخبة واسعة من ممثلي الحكومات والمؤسسات والمنظمات الدينية المختلفة، وعدد من الأكاديميين والمفكرين والعلماء المتخصصين في مجالات القانون والدين، وتناولت المفاهيم المتعلقة بالحرية الدينية ووجهات النظر الأكاديمية في مجالي القانون والدين، بالإضافة إلى سبل تعزيز حقوق الإنسان في مجالات التعليم والحريات الدينية، وأهمية التعاون بين أتباع الديانات المختلفة لتعزيز الحرية الدينية وتعميق أسس السلام.
وخلال جلسة بعنوان:" الشؤون الدينية في الشرق الأوسط"، استعرض السيد محمد الأمين، عضو المكتب الفني للأمين العام لمجلس حكماء المسلمين في الندوة، الجهودَ التي يبذلها المجلس برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ بهدف ترسيخ ثقافة السِّلم والتسامح والتعايش الإنساني، وبناء جسور التواصل والحوار والتفاهم بين الثقافات والشعوب المختلفة، وتعزيز دور قادة ورموز الأديان في مواجهة القضايا الملحة والأكثر تأثيرًا على الأسرة البشرية.
وأوضح أن مجلس حكماء المسلمين أطلق خلال العشرة أعوام الماضية العديد من المبادرات والمشروعات الرائدة؛ بما في ذلك تنظيم 7 جولات من الحوار بين الشرق والغرب توجت بتوقيع أهم رمزين دينيين في العالم الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية على وثيقة الأخوة الإنسانية، وهي الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث، مضيفًا أن المجلس أطلق أيضًا أكثر من 15 قافلة سلام دولية جابت العالم، وعملت على معالجة المفاهيم المغلوطة ونشر الفكر الوسطي المستنير، كما سعى إلى تعزيز دور الشباب في مجال صناعة السلام من خلال مبادرات مثل منتدى شباب صناع السلام وبرنامج الحوارات الطلابية من أجل الأخوة الإنسانية.
كما تطرق أيضًا إلى مبادرة جناح الأديان التي أطلقها مجلس حكماء المسلمين خلال مؤتمر الأطراف COP28، وذلك لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة المهمة حَظِيت بمشاركة وإقبالٍ كبيرين من مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك قادة ورموز الأديان والخبراء والأكاديميين في مجال البيئة وممثلي الشباب والمرأة والشعوب الأصلية، كما تستضيف العاصمة الأذربيجانية باكو في شهر نوفمبر القادم النسخة الثانية من جناح الأديان بمؤتمر الأطراف COP29، التي تهدف إلى الحفاظ على استدامة مبادرات COP28 والتعزيز من قوة العمل الروحي الجماعي، وحشد الأصوات الأخلاقية لإيجاد حلول فاعلة لأزمة المناخ.
جدير بالذكر أن المركز الدولي لدراسات القانون والدين يعد رائدًا أكاديميًّا عالميًّا في مجال الحرية الدينية الدولية، وهو يتولى تنظيم الندوة الدولية للقانون والدين منذ عام 1994، التي تهدف إلى توفير منصة عالمية تجمع بين القادة الحكوميين وقادة ورموز الأديان والأكاديميين والخبراء في مجال القانون من مختلف أنحاء العالم؛ بهدف مناقشة العديد من القضايا والمحاور التي تتعلق بتوسيع وتعميق ونشر المعرفة والخبرة فيما يتعلق بالعلاقة المتبادلة بين القانون والدين.