News

Share
11/9/2024

التعايش المشترك واحترام وقبول الآخر في التراث الإسلامي.. في ندوة ثقافية بجناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الشارقة الدولي للكتاب

إمام وخطيب مسجد الإمام الطيب بمركز بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي: مجلس حكماء المسلمين يبذل جهودًا رائدة لتعزيز ثقافة التعايش السلمي وإبراز الصورة السمحة للإسلام


عضو هيئة التدريس في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية: قيم الحوار والتسامح والتعايش راسخة في النصوص القرآنية والنبوية


نظم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ43 ندوة ثقافية بعنوان: "التسامح والتعايش في التراث الإسلامي.. أسس وقيم راسخة"، قدَّمها كلٌّ من الدكتور محمود نجاح، إمام وخطيب مسجد الإمام الطيب بمركز بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي، والدكتور محند مشنان، عضو هيئة التدريس في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية؛ حيث تناولت الندوة أهمية ترسيخ قيم التسامح والتعايش وقبول واحترام الآخر كقيم جوهرية في التراث الإسلامي، تناولت نماذج من التراث الإسلامي.


وفي بداية الندوة، أشاد الدكتور محمود نجاح، بالجهود الرائدة التي يبذلها مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في تعزيز ثقافة التعايش السلمي وبناء جسور التواصل والحوار مع الآخر، وإبراز الصورة السمحة للإسلام من خلال تصحيح المفاهيم والأفكار المغلوطة ومكافحة خطابات التطرف والعنصرية والتمييز، مؤكدًا أن هذه الثقافة تمثل جوهر رسالة الإسلام، الذي قام منذ نشأته على مبادئ الرحمة والتسامح والعدل، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام ليس فقط دين عبادة، بل هو منهج حياة يُرسي أسس العلاقات الإنسانية القائمة على الاحترام المتبادل والمودة بين مختلف الشعوب والمجتمعات.


وأضاف إمام وخطيب مسجد الإمام الطيب بمركز بيت العائلة الإبراهيميَّة بأبوظبي، أنَّ الأصل في علاقات المسلمين مع غيرهم هو السِّلم، حيث حرص الإسلام على الدعوة إلى السلام والتعايش بطرق حكيمة، فقال الله تعالى في كتابه الحكيم{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، موضحًا أن هذه الدعوة تؤكِّد أن نشر التعاليم الإسلامية يجب أن يكون عبر الحوار البنَّاء والتواصل الودي الذي يحترم عقول الآخرين ويقدِّر اختلافاتهم.


كما لفت الدكتور نجاح إلى أنَّ مفهوم التعايش السلمي في الإسلام لا يعني مجرد قبول الآخر فحسب، بل يشمل المشاركة الفاعلة في بناء مجتمع موحد ومتماسك يزدهر بالتعددية، موضحًا أن التعايش السلمي هو حياة مشتركة بين أطراف متنوعة تقوم على المحبة، والتعاون، واحترام التنوع في المعتقدات، والألوان، والأجناس، والثقافات، داعيًا في ختام حديثه إلى ضرورة تعزيز هذه القيم في الوقت الحالي لمواجهة التحديات العالمية التي تهدِّد استقرار المجتمعات وبناء مستقبل مشرق يتسم بالاستقرار والسلام للبشرية بأسرها.


من جانبه، أعرب الدكتور محند مشنان عن عميق تقديره للجهود البارزة التي يقوم بها مجلس حكماء المسلمين، مؤكدًا أن هذه المؤسسة الراقية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر تؤدي دورًا محوريًّا في خدمة الإنسانية وتعزيز قيم السلام والتسامح، خاصة وأن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحتضن مقر المجلس، تُعد بمثابة واحةٍ للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الأديان والثقافات.


وأضاف عضو هيئة التدريس في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أنَّ الحضارة الإسلامية قد نشأت وتطوَّرت على ضفاف القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن قيم التسامح والتعايش في التراث الإسلامي ليس مجرد قيم أخلاقية، بل ركائز أساسية في التشريع الإسلامي، كما كان الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قدوة في التعايش مع غير المسلمين، بل والتعامل معهم بصدق واحترام، لافتًا إلى أن مفهوم التسامح في التراث الإسلامي لا يتوقف عند مجرد التعايش مع الآخر، بل يتجاوزه إلى مرحلة التعاون والتفاعل المثمر، فهو أسلوب حياة بالمجتمع الإسلامي.


ويشارك مجلس حكماء المسلمين للمرة الثالثة بجناح خاص بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بدورته الثالثة والأربعين؛ انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقدِّم أكثر من 220 إصدارًا لمختلف القضايا الفكرية والثقافية المهمة، بالإضافة إلى برامج وفعاليات ثقافيَّة وفكريَّة لزوار المعرض، ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين بالجناح العربي قاعة رقم 6 جناح رقم  إم 8 (M8).

ذات صلة

News

نشرتنا البريدية