انطلقت اليوم فعاليات جناح الأديان في مؤتمر الأطراف COP29، الَّذي ينظِّمه مجلس حكماء المسلمين بمشاركة أكثر من 97 منظمة، تمثل 11 ديانة وطائفة متنوِّعة لتقديم رؤًى ومقترحاتٍ دينيةٍ وأخلاقيَّةٍ بشأن تعزيز جهود العمل المناخي.
وفي الجلسة الافتتاحية اليومية للجناح، أكَّد البروفيسور دبليو. كول دورهام جونيور، رئيس منتدى القيم الدينية في مجموعة العشرين، أنَّ مؤتمرات الأطراف بحاجة ملحة إلى جناح الأديان لتعزيز الدعوات والوعي اللازم للقيام بالاستجابة إلى المتطلبات والمخرجات التي تصدر عن كل مؤتمر، مشيرًا إلى أن مفهوم الاحترام والرعاية من أهم القيم الإنسانية السامية التي ينبغي تعزيزها وهي تدعم الكثير مما نقوم به في الإطار البيئي.
وفي الجلسة الأولى التي عُقدَت بعنوان "التعاون بين الأديان من أجل رعاية الأرض"، أكَّد المشاركون أنَّ الأديان يقع عليها مسؤولية التأكد أن أتباعها لديهم الوعي الكافي لحماية الأرض ومواردها الطبيعية، فهم أفضل لحماية الأرض وكل مخلوقات الله على هذا الكوكب، كما أشاروا إلى أنَّ تعلم المبادئ الدينيَّة الحقيقيَّة تسهم في بناء جسور التواصل والحوار مع الآخر والتأثير على أنماط حياتنا الفردية التي من شأنها الحفاظ على البيئة، فالإنسانيَّة بحاجة إلى إنقاذ الأرض ومنع الكوارث الطبيعية التي تُودِي بحياة العديد من الناس في مختلف أنحاء العالم.
وناقشت الجلسة الثانية الأخلاق والشمولية والمشاركة، وذلك من خلال أمثلة على الممارسات الجيِّدة للتخطيط للتكيف المستدام من قِبَل الجهات الفاعلة في مجال الإيمان؛ حيث أكَّد المتحدثون أنَّ مؤتمرات الأطراف تمثل أحد أهم المنصات لعرض أفضل الممارسات في مجال المناخ، خاصَّة في البلدان النامية التي تعتمد نهج التخطيط للتكيف، لافتين إلى أنَّ تمويل التكيف يظل أحد الجوانب الأساسية التي تفتقر إليها الدول النامية، موضِّحين أنه برغم تعهد الدول المتقدمة بمضاعفة التمويل، لكن هذه الالتزامات لم تُنفذ بعد، مما يتسبَّب في فجوة كبيرة تعيق برامج العمل المناخي.
وفي الجلسة الثالثة التي عُقدت بعنوان: "تعزيز أنماط الحياة المستدامة من خلال الأديان"، أكد المشاركون أهمية إتاحة الفرصة للطبيعة كي تستعيد عافيتها، مشيرين إلى أن تجربة جائحة كوفيد-19 أظهرت بوضوح كيف تجدَّدت الأرض عندما تُركت دون تدخلٍ بشريٍّ، موضحين أن هناك فجوة كبيرة بين النوايا والسلوكيات المتعلقة بالبيئة، التي تعيق الجهود الرامية لحماية كوكب الأرض، وهذا يتطلب تفعيل دور قادة الأديان للتأثير على الأفراد والمجتمعات وتعزيز الممارسات الحياتية الإيجابية تجاه البيئة.
ويهدف جناح الأديان الذي يستمر خلال الفترة من 12 : 22 نوفمبر الجاري، إلى البناء على النجاح الذي تحقَّق في النسخة الأولى خلال COP28، التي استضافتها دولة الإمارات العربيَّة المتحدة العام الماضي، وحَظِيَ بمشاركة عالمية واسعة واحتفاء دولي كبير، وذلك من خلال تنفيذ مجموعة من الجلسات الحوارية تشمل أكثر من 40 جلسةً نقاشيَّةً وحوارية تركز على ضرورة تعزيز التعاون بين الأديان لرعاية الأرض، وبحث أفضل الممارسات الجيدة للتخطيط للتكيف المستدام من قِبَل الجهات الفاعلة في مجال الإيمان، وكيفية تشجيع أنماط الحياة المستدامة من خلال الدين، فضلًا عن استكشاف التأثيرات غير الاقتصادية لتغير المناخ من خلال وجهات نظر قائمة على الإيمان، وإمكانية الوصول إلى تمويل الخسائر والأضرار، والدعوة إلى آليات المساءلة المحلية والعدالة المناخية الشاملة للجميع.